المخابرات الباكستانية كلفته بتحذير بن لادن من قصف أمريكي تساؤلات عن سر احجام باكستان عن تسليمه لأمريكا كشفت مصادر على علاقة مباشرة بالملف عن تسليم باكستان الى الجزائر من يعرف "بالوسيط التجاري السابق لبن لادن والقاعدة" المسمى ابو ياسر الجزائري " 37 سنة " الذي ينتظر ان يقدم للمحاكمة خلال أيام قليلة، بعد ثلاث سنوات قضاها معتقلا لدى أجهزة الأمن الباكستانية، من مارس 2003 إلى سبتمبر 2006 ونسب المحققون الجزائريون اليه اعترافات ساخنة منها أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الباكستانية الجنرال حميد غول كلفه سرا نهاية التسعينيات بنقل إنذار عاجل الى بن لادن ان الأمريكيين سيقصفون معسكراته. قد يكون أبو ياسر الجزائري، هو الجزائري الوحيد حتى الآن الذي أصبح معروفا انه مسك بيديه في أفغانستان ولمدة ليست قصيرة جزءا من أهم ملفات بن لادن وتنظيم القاعدة الحساسة، وهي معاملاتهم التجارية ذات الطابع اللوجيستي في السوق الباكستانية المفتوحة، تم ذلك في مرحلة كان بن لادن في حماية حكومة طالبان، ويعيشان معا أيام سمن وعسل مع الرسميين في باكستان. غادر (ب.ب) المدعو ابو ياسر الجزائري، 37 سنة و من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1986، الجزائر ، وعمره 16 سنة إلى أفغانستان للالتحاق بجبهة المجاهدين الأفغان والعرب ضد الغزو الروسي، وفي طريقه إلى هناك مر عبر السعودية في وقت كانت شبكات تجنيد المقاتلين العرب وتمويل رحلاتهم إلى ساحات القتال في أفغانستان تحظى بدعم مباشر من كثير من دول المنطقة وعلى رأسها السعودية، وهناك تعرف إلى المسئول الأول عن هذه الشبكات الدكتور عبد الله عزام وربط علاقة شخصية قوية ومباشرة به وبكبار رموز المقاتلين العرب الذين سيؤسسون فيما بعد تنظيم القاعدة الدولي وعلى رأسهم أسامة بن لادن نفسه، وبقية العناصر التي شكلت مجلس شورى التنظيم ونواته القيادية الضيقة. وبعد سنوات من التنقل عبر مضافات المجاهدين العرب ومعسكرات التدريب وجبهات القتال الأفغانية و النشاطات الاغاثية استقر الشاب الجزائري، بعد خروج الروس وسقوط كابول ، في مدينة لاهور الباكستانية. وتحول الى النشاط التجاري الحر، ونقل عنه المحققون الأمنيون أنه تولى تسيير معاملات تجارية مكثفة لصالح القاعدة، على الخصوص تموين التنظيم وعائلات أفراده بمختلف التجهيزات والأدوات الطبية والزراعية وحتى الملابس، ينقلها من باكستان إلى معسكراتهم في أفغانستان، مستثمرا في ذلك علاقاته الشخصية القديمة مع هرم التنظيم الذين كان يقوم بذلك لصالحهم ومعهم الذي ذكرهم ذكرهم بأسمائهم، وأبرزهم المصري شيخ سعيد، المسئول عن الشؤون المالية والإدارية في القاعدة، و هو زوج ابنة بن لادن ومصدر ثقته. ومواطنه الآخر أبو محمد المصري، قائد عسكري في القاعدة ومسئول قسم الوثائق المتخصص في تزوير جوازات السفر والأختام تحذير الجنرال حميد غول إلى بن لادن النشاطات والتحركات التجارية الخاصة التي كان يقوم بها ابو ياسر الجزائري في تلك الظروف خصوصا كانت تتطلب منه تغطية أمنية خاصة أيضا، و لأجل ذلك نسج علاقات نشطة مع عناصر من المخابرات الباكستانية في إسلام أباد قدموا له تسهيلات مهمة في معاملاته التجارية والإدارية وتنقلاته الأخرى، ولم يكن ذلك فيما يبدو صعبا في مرحلة عرفت بتحالف وثيق ما بين حكومة طالبان حاضنة بن لادن والقاعدة والأجهزة الرسمية في باكستان باختلاف ألوانه السياسية والأمنية، وهي الفترة التي كان على رأس جهاز المخابرات فيها الجنرال الشهير حميد غول، المعروف بانه مهندس الظل في عملية تأسيس حركة طالبان، هذه العلاقة المتميزة هي التي قادت الشاب الجزائري نهاية التسعينيات ذات يوم الى تلقي اتصال هاتفي من شخص مجهول جاءه الى مقر إقامته في مدينة لاهور ونقله على جناح السرعة الى العاصمة الباكستانية إسلام أباد، للقاء شخصية رسمية رفيعة المستوى، لم تكن سوى رئيس جهاز المخابرات الباكستانية السابق الجنرال حميد غول نفسه، وتم اللقاء في بيته، وهناك طلب الجنرال حميد غول مباشرة، من ابو ياسر الجزائري، نقل رسالة شفوية مستعجلة لأسامة بن لادن يخبره فيها اولا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أغلقت سفارتها في اسلام اباد، وينذره ثانيا بان طائرات أمريكية على وشك قصف معسكرات القاعدة في أفغانستان، حسب ما نقل المحققون الجزائريون عنه، لكن ابو ياسر الجزائري عجز عن إيصال الرسالة في وقتها المطلوب لأن أمريكا قصفت بعد يومين فقط من ذلك معسكر خوست الشهير الذي نجا منه بن لادن والظواهري لكن لقي فيه عدد من كبار قادة القاعدة العسكريين حتفهم. جسر مالي جوي لتموين عائلات "المجاهدين" في السودان ولا تنتهي علاقات ومهام ابي ياسر الجزائري المتشابكة حيب ما نقله عنه المحققين عند هذا الحد، فقد أشرف ونسق مع " ابو فرج الليبي" المعروف بانه كان الرقم الثالث في القاعدة بعد بن لادن والظواهري ( اعتقلته المخابرات الباكستانية وسلمته للأمريكيين العام 2005 ) ومع ابو طلحة السوداني المكلف بتسيير أموال بن لادن في السودان، من أجل تغطية نفقات أسر وأبناء من تبقى من المقاتلين العرب في السودان بعد خروج بن لادن منها مضطرا تحت الضغط منتصف التسعينيات، وذكر أنه أرسل الى أبي طلحة السوداني مبلغا ماليا قدره 50 الف دولار استلمه في دبي. لماذا سلمته باكستان للجزائر وليس لأمريكا؟ تطرح الوقائع الماضية كلها سؤالا كبيرا: حول شخص في حجم ابو ياسر الجزائري – من حيث المعلومات التي بحوزته على الأقل إذا سلمنا بعلاقات تجارية وليست تنظيمية مع القاعدة- لماذا فضلت باكستان تسليمه للجزائر وليس لأمريكا ولماذا تم ذلك بعد ثلاث سنوات كاملة من الاعتقال دون محاكمة في اسلام أباد، وهي التي ما من شك تعرف عنه كل كبيرة وصغيرة طول عمله الى جانب بن لادن، وحتى لو سلمنا ثانية وهو في شبه المؤكد انها سلمت تقريرا مفصلا عنه للأمريكيين، فالمؤكد انها سلمت أيضا الى معتقل غوانتنامو جزائريين وغيرهم كثيرين في حجم أقل بكثير جدا من الشاب الجزائري، والواقع انه يمكن تصنيف ابو ياسر الجزائري ضمن الملفات الخاصة التي أرادت حكومة باكستان تصفيتها في هدوء، أولا لأن الرجل من المؤكد انه أدى لأجهزتها الأمنية خدمات هامة عندما كانت مصالحهما مشتركة، وثانيا لأنها لا تريد من محققي السي آي آي وغوانتنامو أن يعرفوا الجانب الآخر المخفي مثل رسالة الانذار العاجل الذي طلب الجنرال حميد غول منه نقله الى بن لادن أين ستتجه رياح المحاكمة ؟ ما من شك ان محاكمة ابي ياسر الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة ستكشف عن المزيد من المعطيات ويصعب التنبؤ بمسار المحاكمة، و لم تؤكد ولم تنف مصادرنا إن كان ابو ياسر الجزائري قد تمسك أو تراجع كليا او جزئيا عن الأقوال المنسوبة إليه عبر مختلف أطوار التحقيق الأمني والقضائي، ومن عادة القانونيين أن يشيروا في كل مرافعة في قضايا ما يعرف بالانتماء الى شبكات الإرهاب في الخارج أن ما ينقله المحققون الأمنيون منسوبا الى اعترافات المتهم لا يشكل دليل إدانة "ولا يؤخذ به الا على سبيل الاستدلال" كما تقول جملتهم الشهيرة، ثانيا يحسب لأبي ياسر الجزائري أن التحقيق الأمني لم يثبت له أي علاقة بمعناها العملي المباشر مع الجماعات المسلحة الجزائرية، يضاف الى هذا أنه حصر دائما علاقاته مع تنظيم القاعدة الدولي في علاقات تجارية وشخصية وليست تنظيمية بمعناها الهيكلي ، مع قيادات التنظيم، وبدأت واستمرت هذه العلاقات في وقت لم يكن أيا من الأنظمة العربية والاسلامية تصنف القاعدة ضمن خانة الارهاب، بل دعم بعضها الحليفة الأويستدل على ذلك انه رفض في مرحلة أولى قبل ان يتحول الى النشاط التجاري عرضا للالتحاق رسميا بالتنظيم وهو في طور التأسيس، قدمه له المدعو أبو أيوب العراقي المكلف الأول من طرف أسامة بن لادن بتجنيد المقاتلين لصالح تنظيم القاعدة. قادة القاعدة الذين قال التحقيق الأمني أن "أبو ياسر الجزائري" اشتغل معهم المصري شيخ سعيد، المسؤول عن الشؤون المالية والإدارية في القاعدة، و هو زوج ابنة بن لادن،. وقد ارتبط اسمه باسم بن لادن لأول مرة في السودان في نهاية التسعينيات. ويعتقد المحققون الأمريكيون أنه حول أموالا إلى محمد عطا، الذي يقال إنه كان قائد خلية الخاطفين الذين نفذوا هجمات سبتمبر، قبل فترة من هجمات 11 سبتمبر. أبو محمد المصري، مصري أيضا، يعتقد أن الاسم الذي يستخدمه. أدار معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، ومن بينها معسكر الفاروق بالقرب من قندهار. ويروج الأمريكيون أن له يدا في تفجير السفارتين الامريكيتين في إفريقيا. أبو فرج الليبي اعتقلته السلطات الباكستانية في ماي 2005 في منطقة وزيرستان الحدودية مع أفغانستان. ويعتقد أن أبو فرج الليبي الرجل الثالث في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأنه خلف خالد شيخ محمد في مهامه بعد اعتقال الاخير عام 2003. ويقال إنه كان من أبرز المنسقين والمخططين في تنظيم القاعدة، ويتهم بالضلوع في محاولتين لاغتيال الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ، وهجمات أخرى في باكستان. وكانت الولاياتالمتحدة قد عرضت خمسة ملايين دولار كمكافأة لمن يدل بمعلومات تقود لاعتقال الليبي أو قتله. ووصف الرئيس الامريكي جورج بوش اعتقال الليبي بأنه "نصر هام في الحرب على الارهاب". الجنرال حميد غول رئيس جهاز المخابرات الباكستاني لسنوات طويلة، المعروف بعلاقاته المميزة من قبل مع طالبان وبن لادن، ويعرف بانه المهندس ألول لخلق حركة طالبان وإيصالها إلى الحكم بداية من سنة 1994 ، أقاله الرئيس الباكستاني برويز مشرف لرفضه التجاوب مع المخطط الأمريكي للقضاء على طالبان وحليفها بن لادن، تحول حاليا الى محلل سياسي وأمني قريب من التيارات الاسلامية، وقال حميد غول في احدى مقابلاته انه كان على باكستان ان تلعب دور ازدواجي بحيث تستطيع ان تدعم طالبان بكل ما تملك و في نفس الوقت تقوم بدور يضعف من تواجد امريكا في المنطقة. وعندما عندما طرد الرئيس الباكستاني مشرف العالم النووي عبد القادر خان قال: الأمة بالكامل شعرت بالخزي، عندما تهين رمز فخر وطني فأنت تهين الأمة. المعتقلين الجزائريين في باكستان. عبد النور بوخمخم