حذر وزير الخارجية السوداني علي كرتي الحركة الشعبية من استضافتها لأي عناصر من الحركات المسلحة في دارفور ، في حال انفصال الجنوب عن الشمال في الاستفتاء ، كما وألقى كرتي باللوم على أمريكا وإسرائيل لوقوفهما وراء فصل الجنوب، قائلا: ''إن حكومة بلاده أعطت حق تقرير المصير للجنوبيين حتى تكون الوحدة طوعية ومتاحة''. واعتبر وزير الخارجية السوداني عقب اجتماعه بالخرطوم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن استضافة حكومة جنوب السودان لمسلحي دارفور ، إذا انفصل الجنوب عن الشمال، بمثابة حرب على الشمال ، موضحا ''إذا كان الاستفتاء سيقود إلى الانفصال، فلا مانع من علاقة جوار آمنة وسليمة''. ونقلت صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية عن كرتي قوله: ''ان حكومة الجنوب يجب ألا تبدأ عهدها كدولة حديثة بأي تدخل بين السودان ومتمردي دارفور'' ، مشيرا إلى أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية جاءت في توقيت مهم وتمثل حرصا شديدا على أهمية المتابعة وتبادل الأفكار حول ما يمكن عمله خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ السودان. وقال كرتي ''إنه إذا اختار الجنوب الانفصال فلا نلقي باللوم في ذلك على الجامعة العربية ولا على حكومة السودان''. وألقى كرتي باللوم على أمريكا وإسرائيل لوقوفهما وراء فصل الجنوب، قائلا: ''إن حكومة بلاده أعطت حق تقرير المصير للجنوبيين حتى تكون الوحدة طوعية ومتاحة''. وردا على سؤال بشأن الخلافات العالقة بين الطرفين الشمالي والجنوبي، قال كرتي إن المخاوف لم تتبدد بعد، وإن هناك خلافا حول منطقة أبيي لحين الاتفاق السياسي.ومن جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي يزور الخرطوم حاليا: ''ان الجامعة العربية ستحترم ما سيقرره الجنوبيون في الاستفتاء''، مشيرا الى ان نتيجة الاستفتاء ستبني عليها الجامعة العربية بما يخدم الأمن والاستقرار في السودان. وأضاف موسى: ''ان الجامعة العربية ستراقب الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، المقرر أوائل الشهر المقبل، من خلال بعثة كبيرة يصل عددها إلى 87 مراقبا''، مشيرا الى أن الجامعة ستعمل مع السودانيين للبناء على نتائج الاستفتاء في إطار من الحفاظ على العلاقات. وعما إذا كان هناك اتجاه لأن يبرم الطرفان اتفاقا يضمن عدم العودة للحرب ووقف أي عدائيات، قال موسى: ''الروح السائدة في الشمال والجنوب بعيدة عن الحرب.. وإن مباحثات الطرفين تدور حول كيفية الإدارة السياسية للأزمة.. وشدد على أنه لا يشعر بأي توجه نحو العدائيات''.وتسود حالة من الحزن لدى بعض الشماليين بسبب الانفصال، وأن خريطة السودان قد تتغير اعتبارا من أوائل العام المقبل. وشد آلاف الجنوبيين الرحال جنوبا، كما بقي من تربطه بالشمال مصالح عاطفية أو مادية، وبعض هؤلاء رفض تسجيل نفسه في الاستفتاء حتى يفوز بالمواطنة ويحظى بالهوية الشمالية. وقد أشارت الإحصاءات إلى أن من سجل نفسه للتصويت على الاستفتاء في الشمال نحو 117 ألف مواطن جنوبي من نحو مليون ونصف المليون، موجودين في الشمال، وسوف يدلون بأصواتهم في مراكز مختلفة في الشمال. من جهة أخرى وعد الرئيس السوداني عمر البشير ''بمساعدة'' جنوب السودان على ''بناء'' دولة ''شقيقة آمنة ومستقرة'' في حال قررت هذه المنطقة الانفصال في استفتاء مفصلي مقرر بعد اقل من اسبوعين. وقال البشير ''نقول لإخواننا في الجنوب هناك، الكرة في ملعبكم والقرار عندكم ان قلتم وحدة اهلا وسهلا وان قلتم انفصالا ايضا اهلا وسهلا''، وذلك في كلمة ألقاها أمام الآلاف من أنصاره في ولاية الجزيرة جنوب شرق الخرطوم والتي تعتبر اهراء الحبوب في البلاد. وتابع البشير في الكلمة التي نقلها التلفزيون الرسمي ''مرحب بدولتكم دولة شقيقة ودولة جارة نتعاون ونتكامل في اي شيء لان الذي بيننا أكثر من اي دولتين''. وكان الرئيس السوداني اكد في كلمة تاريخية في جنوب السودان قبل عام انه سيكون اول من يعترف باستقلال الجنوب ان اختارت هذه المنطقة ذلك في استحقاق حر وعادل. كما وعد في كلمته بمساعدة جنوب السودان على إقامة دولة مستقرة. وقال ''لن نعترض على قرار الاخوة الجنوبيين وسنساعدهم على بناء دولتهم ونريدها دولة امنة ومستقرة، لانه لو حدثت فيها مشاكل ستأتينا، ونحن مستعدون لدعم الامن والاستقرار في الجنوب وندعم التنمية''. وسيختار السودانيون الجنوبيون في استفتاء مقرر بين 9 و15 جانفي المقبل بين البقاء ضمن السودان او الانفصال عنه. ويشكل هذا الاستحقاق النقطة الأساس في اتفاق السلام الشامل الذي انهى في اواخر 2005 حربا اهلية بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي استمرت عقدين. وسجل أكثر من 3,5 ملايين سوداني جنوبي على لوائح الاستفتاء على ما اعلن المتحدث باسم لجنة الاستفتاء جورج ماكوير بنجامين هذا الأسبوع. وحسب مختلف الأطراف في السودان، فان نتيجة الاستفتاء في الجنوب ستكون لصالح الانفصال. وفي حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال، فانه لن يصبح نافذا الا في جويلية المقبل في نهاية الفترة الانتقالية من ست سنوات الواردة في اتفاق السلام الذي وضع عام 2005 حدا لعقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب .