أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه يجب على قادة السودان أن ''يضاعفوا جهودهم لضمان إجراء انتخابات نزيهة، وإلا فإنهم سيخاطرون بإسقاط بلادهم مجددا في هوة الفوضى والعنف''، على حد تعبيرها. وقالت كلينتون في بيان ''الأطراف في السودان أمامهم خيار، بإمكانهم العودة إلى عهد مظلم من الصراعات أو بإمكانهم التقدم سويا للأمام من أجل تحقيق سلام دائم''. وعبرت كلينتون عن قلقها من العنف المتصاعد بالفعل في الجنوب وفي إقليم دارفور بغرب السودان قبل إجراء انتخابات متعددة الأحزاب في أبريل، والتي ستكون الأولى منذ أكثر من عقدين وتنظيم استفتاء على استقلال الجنوب العام القادم. وأضافت كلينتون في الشهور القادمة ستكون القيادة القوية أكثر من ضرورية لا سيما في ضوء الانتكاسات التي وقعت بالفعل في هذه المرحلة السابقة على الانتخابات''، على حد وصفها، ومن جانب آخر شن مسؤول بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان هجوما حادا ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، واتهمها بالدعوة لانفصال الجنوب، واستبعد أية فرصة للوحدة خلال العام المتبقي على استفتاء تقرير المصير. وقال القيادي في حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير، الدرديري محمد أحمد، إن انفصال الجنوب عن الشمال أصبح واقعا وحتميا، وأضاف أن الفرصة أمام الشريكين لا تسمح بالوحدة الطوعية، بل هي للانفصال أقرب، وجاءت تصريحات المسؤول السوداني في الوقت الذي يحتفل فيه السودانيون بالذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقية السلام التي تصادف اليوم. فقد وقع حزب المؤتمر الوطني برئاسة الرئيس عمر البشير، والحركة الشعبية لتحرير السودان، المتمردون السابقون في الجنوب اتفاقية سلام شاملة في التاسع من جانفي ,2005 أنهت أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ورسمت خارطة طريق تنتهي في 9 يناير ,2011 باستفتاء لتقرير مصير الجنوب بين البقاء طوعا في سودان موحد، أو الانفصال وتكوين دولة خاصة به. ونقلت مصادر إعلامية عن الدرديري، أن المواطن الجنوبي سيصوت في استفتاء تقرير مصير الجنوب للانفصال حتى وإن اتفق الشريكان، ناصحا بحدوث انفصال ''سلس وسلمي وجاذب يجنب البلاد العودة لمربع الحرب''. وحمل الدرديري مسؤولية حدوث الانفصال للحركة الشعبية، وأضاف ''ينبغي أن نكون واقعيين ونتحدث عما هو كائن وما ينبغي أن يكون، ومضى. ظللنا في حزب المؤتمر الوطني أحرص من غيرنا على الوحدة، ولكن الحركة الشعبية قطعت الطريق أمامنا لذلك الخيار، وأضاعت علينا الفرصة''.