قتل ما لا يقل عن 21 مسيحيا وأصيب العشرات بجروح في انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة في مدينة الإسكندرية المصرية بعد قداس أقيم بمناسبة العام الجديد. وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار استهدف كنيسة مارى جرجس والأنبا بطرس أثناء مغادرة المصلين مبنى الكنيسة بعد نصف ساعة من بدء العام الجديد. وقال شهود إن الانفجار وقع عندما اندفعت سيارة خاصة بين المصلين الذين تجمع بعضهم أمام الكنيسة في حي سيدي بشر في المدينة مخلفا قتلى وجرحى بين المصلين وبعض أفراد الحراسة المكلفة بحماية الكنيسة.وقالت وزارة الصحة ان المستشفيات في المدنية استقبلت 43 جريحا. وعقب الحادث تجمع مسيحيون غاضبون أمام الكنيسة وفي مناطق أخرى من المدينة، وهاجم بعضهم مسجدا قريبا، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، وزجاجات المولوتوف. وأضاف الشهود أن الشرطة سيطرت على اشتباكات بين متظاهرين مسلمين ومسيحيين بعد التفجير.مشيرين الى إن الاشتباكات أسفرت عن إتلاف عدد من السيارات.وأهاب الرئيس المصري حسني مبارك بالمصريين ''أقباطا ومسلمين أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه''. وذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط ان الرئيس مبارك ''تابع العمل الارهابي الآثم منذ وقوعه وعلى مدار ساعات الليل حتى فجر السبت''.وأضافت ان مبارك ''يهيب بابناء مصر اقباطا ومسلمين ان يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بامن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه''. وأمر الرئيس المصري بتسريع التحقيق لكشف من يقف وراء الهجوم. من جهتها قالت وزارة الداخلية المصرية إن ملابسات الانفجار تشير إلى ضلوع عناصر خارجية في الاعتداء . وقال اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية إن الحادث الإجرامي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بمحافظة الاسكندرية هو مخطط خارجي يستهدف الامن الداخلي المصري وضرب الوحدة الوطنية. واتهم لبيب تنظيم ''القاعدة'' بارتكاب هذه ''الأعمال الإرهابية بعد تهديداتها المستمرة وتفجير بعض الكنائس''، مشيرا إلى أنه كان هناك انفجار بالعراق.ونفى لبيب ما إذا كان الحادث له أى علاقة بالفتنة الطائفية، موجهاً رسالة إلى شعب الإسكندرية بضرورة التوحد لمواجهة الحادث. واشار محافظ الاسكندرية الى الاشتباكات التي حدثت بين المتظاهرين من المسيحيين الغاضبين اثر وقوع الحادث وبين قوات الامن، وهو ما ادى الى إصابة بعض الجنود مما دفع اجهزة الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأكد أن اجهزة الامن قامت على الفور بتطويق معظم ارجاء المحافظة تحسبا لتنفيذ هجمات اخرى، بالاضافة الى تشديد الحراسة امام كل الكنائس بالاسكندرية وتفتيش كافة السيارات المارة من امامها.من جهته اكد نبيل لوقا بباوي ان هذا الحادث الغاشم يدلل بشدة على استهداف مصر من الخارج، متهما اسرائيل بالتورط وراء هذه التفجيرات عن طريق بعض المخططات الصهيونية التي تهدف الى ضرب الوحدة الوطنية وذلك من خلال مساعدة بعض الخونة على حد وصفه من الداخل والذين يستحيل ان يكونوا مصريين. ونبه على ان احد جنرالات اسرائيل اكد فى تصريح اعلامي ان الكيان الصهيوني ينفق ملايين الدولارات داخل مصر لضرب الوحدة الوطنية وتمزيق اواصر المحبة بين المسلمين والمسيحيين، مطالبا القيادة المصرية بإصدار أوامر يقضي بسرعة التحرك الامني لتعقب هؤلاء الجناة ومحاكمتهم عسكريا، مشددا على أنهم يتحركون من خلال أجندات خارجية ويجب على الأمن المصري ان يتصدى لهذه المخططات حتى نحافظ على الوحدة الوطنية في البلاد.