رفضت المعارضة السودانية دعوة الرئيس عمر البشير للمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة عقب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر اجراءه الاحد المقبل، مطالبة بتشكيل حكومة انتقالية . واعتبرت هذه القوى مقترح البشير بمثابة دعوة للمشاركة في حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي تقول إنه ينفرد بالسلطة ، مشددة على ''حكومة تكنوقراط انتقالية وفق برنامج قومي لحل جميع الأزمات السودانية''. ونقلت صحيفة ''الشرق الاوسط'' اللندنية عن المسؤول السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر قوله: ''هذه دعوة مردودة، ولن نشارك في حكومة طعنا في مشروعيتها، حيث جاء البشير بانتخابات مزورة، وندعو لحكومة انتقالية من التكنوقراط تعمل على حل الأزمة في دارفور، وبسط الحريات العامة، وإلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات، ومن ثم الدعوة لانتخابات حرة ونزيهة''.وكشف عمر عن أن حزبه الذي التأم منذ يومين في اجتماعات لقيادته ''ناقش دعوة البشير فورا وخرج بقرار برفضها من حيث المبدأ''، بينما اعتبر القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف أن ''المعارضة لن تشارك في حكومة لتنفيذ برنامج المؤتمر الوطني''.وقال: ''لسنا طلاب وظائف، أو وزارات'' ، موضحا ''ان قوى المعارضة بصدد عقد اجتماع شامل، وقدمت الدعوة للمؤتمر الوطني للمشاركة لكنه لم يلبِّ الدعوة ولن يلبيها''.وأضاف: ''المطلوب حوار وتفاوض جدي، وليس دعوات تطلق في الهواء''. ونوه بأن ''البشير سبق، قبل يومين، أن وجه انتقادات لاذعة للمعارضة فما الجديد كي يدعوها بعد ذلك للمشاركة في حكومته وتنفيذ برامجه؟''.في السياق ذاته، قلل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل من دعوة البشير، وقال: ''المؤتمر الوطني لن يتغير وليس أمامه بعد ذلك سوى القبول بالحكومة القومية الانتقالية عبر مؤتمر للحوار أو المواجهة مع المعارضة ولنا تجارب في تاريخ السودان مثل ثورة أكتوبر ,1964 وأفريل .''1986وكان البشير قال في خطاب وجهه للسودانيين بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال انه يرغب ''في تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة توسع من دائرة المشاركة وتوحد الجبهة الداخلية''.ووجه البشير نداء لكل القوى السياسية الوطنية ولجميع قيادات الأحزاب للالتقاء علي كلمة سواء من أجل الوطن.وقال البشير: ''في هذا الخصوص أوجه نداء صادعا وجهيرا لكل القوى السياسية الوطنية ولجميع قيادات الأحزاب بأن تلتقي قلوبنا وعقولنا على كلمة سواء، نعلي بها من شأن الوطن ونرسخ بها أركانه ونوطد دعائم سيادته واستقلاله بعيدا عن كل تدخل خارجي''.