الرئيس السوداني عمر البشير اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الثالث الذي عقده الحزب الحاكم "المؤتمر الوطني" بقيادة الرئيس عمر البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، ومشاركة وفود عن 35 دولة وجهت إليها الدعوة لحضور الفعاليات، وذلك في وقت حاسم نظرا لطبيعة الظروف التي تواجهها السودان ومن شأنها تهديد وحدتها الترابية وإدخالها في دوامة الحرب الأهلية. * * وتحت شعار "حزب قائد لوطن رائد"، افتتح الرئيس السوداني الملتقى أول أمس وأكد فيه إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في شهر أفريل القادم، مبديا حرصه على الالتزام بنزاهتها وشفافيتها، كما أكد الالتزام بمواعيد استفتاء حق تقرير المصير فيما يخص الجنوب في العام2011، داعيا كافة الأطياف إلى العمل من أجل دفع وتيرة التنمية وبناء بلد مستقر وقوي، في حين تكتلت أبرز الأحزاب السودانية وشكلت جبهة موحدة ضد الرئيس السوداني، وطالبت بإقرار سلسلة من الإصلاحات كشرط للموافقة على المشاركة في الانتخابات. * وفي السياق ذاته، أوضح الرئيس السوداني أن حكومته ستلتزم بكافة الاتفاقيات التي أبرمتها مع الحركات المعارضة بما فيها المسلحة، في إشارة إلى الاتفاقات المبرمة مع الحركة الشعبية وجبهة الشرق ودارفور وكذا التجمع الديمقراطي، في خطوة أراد منها إبداء حسن نية الحكومة في العمل من أجل دفع مسار السلام وتجنب الصدامات التي تُرجع البلاد إلى نقطة الصفر. * وخلص المؤتمر إلى إصدار جملة من التوصيات تحت عنوان "إعلان الخرطوم" الذي أصدرته ندوة "السلام والتنمية: عنصرا الاستقرار في العالم الثالث"، حيث أكدت الوثيقة ضرورة أن تكون الأغلبية مشاركة في السلطة والثروة تجنبا لكل صدام من شأنه أن يُدخل بلدان العالم الثالث في دوامة الصراعات والحروب الأهلية، وهو ما يدفع ل"العمل على إرساء مبدأ الحرية وتعزيز الممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتأكيد على الدور الريادي لمنظمات المجتمع المدني"، وكذا "توسيع مشاركة المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية ودعم حقوقها ومكانتها في المجتمع". * ودعا إعلان الخرطوم إلى "العمل على ترسيخ الحوار بين الأديان والثقافات وإبراز رسالة الأديان السماوية التي تدعو إلى قيم التسامح والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم". * وشهد الجنوب السوداني في الأسبوع الماضي عقد مؤتمر "جوبا" جنوب السودان وشاركت فيه الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة في الخرطوم، وفي مقدمتها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة سيلفاكير ميراديت، كما شارك فيه حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي والصادق المهدي زعيم حزب الأمة الذي شارك بدوره في المؤتمر الذي تعقده الحكومة في الخرطوم.