عادت موجة الاحتجاجات وأعمال الشغب في العاصمة وبقية المدن الجزائرية، ليلة الخميس إلى الجمعة، احتجاجا على ما اعتبر بغلاء المعيشة، وقلة السكن والبطالة. وتفرقت أعمال الشغب عبر جميع أحياء العاصمة، ميّزتها مواجهات عنيفة بين الشباب وقوات الأمن، أين تبادل الطرفان الرشق بالحجارة واستخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغازات المسيلة للدموع والشاحنات المدّرعة لتفريق المحتجين الذين خرّبوا وأحرقوا متاجر الخواص وأملاك المواطنين من سيارات ومحلات، وحوّلوا الشوارع والطرقات إلى محرقات للنفايات. فالشباب المحتجون الذين تراوحت أعمارهم ما بيم 15 و 25 سنة، قاموا بحرق حاويات النفايات وإطارات السيارات لمنع قوات الأمن من بلوغهم ومنعهم من التكسير والتخريب ونهب محتويات المحلات، خاصة محلات بيع الأدوات الكهرومنزلية وأجهزة الإعلام الآلي. وكان أصحاب المحلات بالعاصمة والمدن الكبرى قد أغلقوا محلاتهم في ساعات متقدمة من نهار الخميس تخوفا من اندلاع أحداث الشغب، وذهب أصحاب محلات بيع المجوهرات حسب ما أكدّته مصادر مطّلعة إلى تفريغها من المجوهرات تحسبا لوقوع أعمال السرقة، وهو ما وقع فعلا. وتعرضت بعض المساحات التجارية الكبرى والمخازن للنهب، على غرار محلات ''بلاط'' باب الوادي، ومقر وكيل منتج السيارات ''رونو'' بنفس الحي، ومخازن ''لابل'' بخميس الخشنة ومراكز تجارية هنا وهناك وغيرها. وهدأت الأوضاع في ساعات متقدمة من فجر الجمعة، إلا أن دعوات عبر موقع ''الفايس بوك'' كانت تتناقل من شخص إلى آخر طيلة بوم الخميس، للخروج بقوة بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع لكن دون عنف. وشهت ولاية بجاية، أمس الجمعة، عودة الاحتجاجات والمواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، متسببة في إصابة 7 أفراد من عناصر الأمن و3 من المحتجين، بجروح متفاوتة. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، قد صرح عبر قناة ال ''بي. بي. سي''، بأن احتجاجات الشعب الجزائري على غلاء المعيشة تعد مشروعة، وأنه من حق المواطنين التعبير عن رفضهم للأوضاع الاجتماعية السائدة وغلاء المعيشة، ودعا بلخادم في اتصال هاتفي للقناة المحتجين إلى عدم التوجه نحو التخريب والتكسير والحرق. ومن تبعات أحداث الشغب على العلاقات الخارجية الجزائرية، توجيه وزارة الخارجية الفرنسية دعوة إلى مواطنيها لعدم التوجه إلى الجزائر خوفا من تعرضهم للخطر، إلا في حالات الضرورة القصوى. وعرفت العاصمة وضواحيها صبيحة أمس الجمعة، إجراءات أمنية مشددة وحلّقت عبر أجوائها مروحيات قوات الأمن تحسبا لخروج المحتجين عقب الصلاة، والتي مرت بسلام.