جددت الجزائروكندا أمس عزمهما على تعزيز علاقاتهما الثنائية وتطوير شراكتهما في مجال مكافحة الإرهاب والاقتصاد وباقي القطاعات التي من شأنها أن تضاعف من حجم المبادلات التجارية بين البلدين، حسبما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، خلال عقده أمس ندوة صحفية بجنان الميثاق بالعاصمة مع نظيره الكندي لاورانس كانون الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام. وقال مدلسي الذي وقع مع نظيره الكندي على بروتوكول تفاهم من اجل وضع آلية للمشاورات السياسية بين البلدين '' لاقاتنا مع كندا قديمة وقوية جدا ،وهي مستمرة ،وعلى المستوي السياسي فهي هادئة لأنها مبنية على روح التضامن والتعاون بين الطرفين'' . وأوضح مدلسي أن التعاون السياسي بين البلدي يشمل المشاورات المتعلقة بالوضع الذي تعيشه منطقة الساحل الإفريقي ومحاربة آفة الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة وباقي دول العالم ، مضيفا أن البلدين يتبادلان الرؤى حول الوضع في السودان وساحل العاج والشرق الأوسط . وبيّن رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن التعاون الاقتصادي بين البلدين ينحصر حاليا بالأخص في قطاع الطاقة ، إضافة إلى بعض الشركات الكندية التي تعمل في الجزائر في مجال الموارد المائية ،مشيرا إلى أن الجزائر تطمح إلى تواجد كندي أكبر في قطاعات الفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة والخدمات البنكية. وأعرب مدلسي عن أمل الجزائر في إقامة شركات مزدوجة بين المؤسسات الجزائرية ونظيرتها الكندية ، خاصة وان أوتاوا ترى أن قانون الاستثمار في الجزائر جد مشجع ،وأبدت استعدادها للمضي قدما في هذا المجال . وقال مدلسي في هذا الإطار ''التعاون بيننا ممتاز''، مشيرا إلى أن الظروف والإمكانات التي تتوفر لدى البلدين تدفعهما إلى توسيع تعاونهما، كما أردف قائلا ''كندا بلد صديق، وهي دولة كبيرة في مجال الاقتصاد وذات وزن سياسي'' لذلك ستعمل الجزائر على تعزيز علاقاتها القوية معها التي تترجمها زيارة الوزير الكندي . ومن جهته أكد لاورانس كانون على متانة العلاقات التي تربط بلاده بالجزائر التي تعد الشريك الأول لكندا في إفريقيا، ويربطها معها تعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى رغبة بلاده إلى مضاعفة التواجد الاستثماري للمؤسسات الكندية في الجزائر، ومن بينها تطوير اتفاقية النقل الجوي الموقعة عام ,2006 وإقامة مصنع للألمنيوم في الجزائر للمساهمة في استثمارات خارج قطاع المحروقات. وفي رده عن سؤال متعلق بمشاركة كندا في اجتماع لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي رغم بعدها عن المنطقة، أوضح كانون أن بلاده تعمل مع جميع الشركاء لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم ككل، وتتشاور معهم لإيجاد الطرق التي تمكن من التصدي لهذه الظاهرة، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع قد تم في إطار مجموعة الثمانية لمناقشة الوضع في المنطقة . وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر التي ترفض أي تدخل أجنبي في منطقة الساحل، كانت قد غابت عن هذا الاجتماع الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي رغم توجيه دعوة لها لحضور هذا الموعد الذي حضره خبراء أمنيون من مجموعة الثمانية المتمثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا، واليابان، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا، وايطاليا وألمانيا، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وسويسرا، واسبانيا و استراليا، وعدد من دول المنطقة، من بينهم المغرب، موريتانيا، بوركينافاسو، السنغال و نيجيريا. وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين عام 2009 حوالي 4.1 مليار دولار، حيث قدرت واردات كندا من الجزائر 3.8 مليار دولار، وصادراتها نحوها 358 مليون دولار، في حين انخفض حجم هذا التبادل إلى 3.2 ميار دولار ،تشكل فيه 2.9 كصادرات جزائرية نحو كندا و276مليون دولار كواردات من أوتاوا.