قمة عربية اقتصادية تاريخية احتضنتها مصر أمس، وتاريخيتها ليست من قراراتها ولا توصياتها التي كثيرا ما تقل قيمة عن الحبر الذي تخط به، وإنما استمدت تاريخيتها من السياق الذي صاحبها في عدد من الدول العربية، لاسيما في تونس والسودان. قمة على الطريقة ''المظفرية'' نسبة إلى مظفر النواب وهو يصيح -مع بعض التحوير- ''قمم.. قمم''، فبعد أن ضيعت فلسطين في دروب ''غزو وريحوا'' ها هي السودان تفقد جزءها السفلي تحت ضغط الأعداء والأشقاء الأعداء من داخل السودان وخارجه، كما أن تونس تعرف مخاضا لا يمكن لأحد أن يتنبأ بجنس ونوع المولود المرتقب تحت ضغط تيارات متعددة في الداخل والخارج، تقول ما تقول وأعينها على ما ملكت اليمين والمعدن النفيس. قمة سبقتها تصريحات للزعيم الليبي على حد نقل بعض المواقع الإعلامية اتهم فيها ضمنا الرئيس الجزائري الراحل المرحوم هواري بومدين بالعمالة للاستعمار. حقيق أن الأمر لا يعدو أن يكون ''شكشوكة'' تناقض فيه الخطابات المسوقة حول العمل العربي المشترك، والسوق العربية المشتركة، ووحدة الآفاق والآمال والمصير المشترك، أقول تناقض الممارسات والخطابات خارج القمم، حيث إنه بالرغم من التسويق على أن حركية البلاد العربية حركية القطيع، إلا أن كل دولة عبارة عن شاة قاصية يتربص بها الذئاب. ذئاب وجدوا الساحة فارغة فاستثمروا في كثير من الحالات البنزين وعيدان الثقاب المدعمة من قبل الدولة لإشعال نيران التهلهل والتململ وغياب الثقة حتى بين قادة وزعماء الدول العربية، لأن قاعدة ''تجزيء المجزأ'' لا زالت سارية المفعول.