سبعة جرحى في صفوف الشرطة لم يتمكن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من القيام بالمسيرة الشعبية التي دعا لها أمس، فقد طوقت عناصر الأمن المكان ومنعت مناضلي الأرسيدي من التظاهر في الشارع، كما فرقت المصالح ذاتها تظاهرة شبانية قام بها أبناء شارع ديدوش مراد، والذين نددوا فيها برؤى الأرسيدي وأفكاره السياسية، رافضين أن يتاجر بقضاياهم التي عبروا عنها في 7 جانفي، وأمطروا رئيس الحزب سعيد سعدي بوابل من الشتائم على مرأى من مناضليه. وأعرب رئيس الأرسيدي سعيد سعدي أمس للصحافة عن سخطه من عدم تمكنه من التظاهر السلمي للتعبير عن رفضه لما أسماه بالواقع الذي تعيشه الجزائر، والذي يراه المتحدث ذاته كارثيا. وقال سعدي إن قوات الأمن طوقت المكان المحيط بمقر حزبه المتواجد بشارع مراد ديدوش بالجزائر العاصمة منذ ليلة أول أمس، كي تمنع أي خروج لمناضلي الحزب، إلا أن ذلك لن يثني عزيمته على القيام بتحركات ميدانية أخرى، حيث أردف سعدي قائلا ''22 جانفي ما هو إلا بداية''. وحسب سعدي، فالجزائر اليوم ''أمام انسداد تاريخي لأن النظام لم يتغير منذ الاستقلال''، مضيفا أن البلاد انتقلت من حالة الطوارئ إلى حالة ''حصار''. ويرى زعيم الحزب الذي رفع يوما الراية السوداء بدل العلم الوطني أن الجزائر تعيش وضعا كارثيا، بعد أن وصل الأمر بالشباب إلى أن يفضل حرق نفسه بالنار بدل التمسك بالحياة، مرجعا هذا الوضع إلى المشاكل السياسية الموجودة. ولمعالجة هذه المشاكل دعا سعدي إلى الدخول في مرحلة انتقالية بطريقة سلمية، مشيرا إلى أن حزبه لا ينادي برحيل الحكومة أو هرم السلطة، إنما يطالب بتغيير النظام. وبيّن سعدي أن حزبه في اتصال مع تيارات سياسية أخرى رفض تسميتها، وقال إن خطابه يلقى تجاوبا من بعض الجمعيات الحقوقية والاتحادات النقابية. إصابة 7 رجال شرطة والأرسيدي يتحدث عن موقوفين وجرحى في صفوف مناضليه أصيب سبعة من عناصر الشرطة بجروح متفاوتة، اثنان منهما في حالة خطيرة حسبما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية، عندما كانوا يؤدون واجبهم بمنع مناضلي الآرسيدي من القيام بمسيرة بساحة أول ماي بعد أن لم ترخص ولاية الجزائر للقيام بهذه التظاهرة. وفي السياق ذاته، اختلفت روايات مسؤولي الأرسيدي بخصوص عدد الموقوفين من مناضليه وعدد الجرحي، وفي هذا الشأن قال رئيس الحزب سعيد سعدي إن الموقوفين يعدون بالعشرات، مضيفا أن عناصر الأمن لم تسمح للمركبات الحاملة لترقيم ولايات تيزي وزو والبويرة وبجاية وبومرداس بالدخول إلى الجزائر العاصمة مخافة أن يكون راكبوها من القادمين للمشاركة في المسيرة التي دعا إليه حزبه، وقال إن عناصر الأمن أوقفت حافلة قادمة من تيزي وزو واقتادت ركابها للتحقيق معهم. وحول عدد الأشخاص الذين جرحوا خلال المناوشات أمام مقر الأرسيدي بشارع ديدوش مراد مع عناصر الشرطة، قال سعدي للصحافة إن عددهم وصل 29 جريحا، إلا أن وكالة رويترز البريطانية نقلت عنه أن عدد الجرحى قد وصل إلى 32 شخصا، في حين قال أحد المناضلين للصحافة صباح أمس إنها سبع حالات فقط، 2 منها في حالة خطيرة، ومن بينهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب عثمان معزوزي، مضيفا أن عدد الموقوفين وصل ,12 ويتمثلون في أربعة طلبة بالجزائر العاصمة وأربعة آخرين في تيزي وزو، هذه الأخيرة شهدت -حسب المناضل ذاته- إيقاف أربعة مواطنين أيضا. وفي السياق ذاته، أوقفت الشرطة النائب أرزقي عيدار ثم أطلقت سراحه بعد وقت لم يتعد عشر دقائق، كما شهد التزاحم بين مناضلي الأرسيدي وعناصر الأمن حدوث بعض الإغماءات. رافضين المتاجرة بقضاياهم.. شباب يلقون وابلا من الشتائم على سعدي وحزبه رفض الشباب من ساكنة شارع ديدوش مراد المسيرة التي دعا إليها سعيد سعدي وحزبه المتواجد مقره بالمكان ذاته، وهددوا بحرق هذا المقر بعد أن قال سعدي إن المسيرة التي دعا إليها جاءت للتضامن ودعم مطالب هؤلاء الشباب وغيرهم من الجزائريين الذين قاموا باحتجاجات في 7 جانفي الماضي. وردد العشرات من الشباب هتافات منتقدة لسعدي وحزبه، ووصفوا زعيم الأرسيدي بأقبح الصفات على مسمع من مناضليه، ورفضوا متاجرته بقضاياهم، وقالوا ''اللي يخلط فينا نحرقوه''. وانتقد هؤلاء الشباب رؤى الأرسيدي وطروحاته، ووصل بهم الأمر حتى القول ''يا يهود صوموا رمضان''، مكررين في هذا الإطار الشعارات التي اعتادوا أن يتغنوا بها في ملاعب الكرة. وخاطب الشباب سعدي وحزبه ''حق خاوتنا مايروحش خسارة''، في إشارة منهم إلى أن الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد لن تدنس أرواحهم بالمتاجرة السياسية التي يقوم بها الارسيدي وأمثاله. وبعد تجمهر هؤلاء الشباب، طالب أحد القياديين في الأرسيدي عناصر الشرطة بتفريقهم، متسائلا كيف يمنع التجمهر عن الأرسيدي ومناضليه، ويسمح لهؤلاء بالتجمع والتظاهر، إلا أن الرد على هذا المسؤول الحزبي لم يأت من عناصر الشرطة، إنما جاء على لسان هؤلاء الشباب الذين خاطبوا مناضلي سعدي ''إننا في حينا، اتركونا ننام''. بعد الراية السوداء سعدي يرفع العلم التونسي رفع الأرسيدي أمس على مقره الوطني بديدوش مراد العلم التونسي إلى جنب العلم الجزائري، في إشارة منه إلى أن الوضع في الجزائر لا يختلف عما هو في تونس. ولا يعد رفع الأرسيدي لراية أخرى إلى جنب العلم الوطني بالأمر الجديد، فحزب سعدي كان قد قام في 2009 بتنكيس الراية الوطنية، ورفع بدله الراية السوداء.