منعت قوات الأمن أمس، مناضلي الأرسيدي من القيام بالمسيرة غير المرخصة التي دعا لها سعيد سعدي، حيث أن أعوان الأمن كانوا حاضرين بقوة أمام مقر الحزب بديدوش مراد، بما حال دون خروج المناضلين إلى الشارع، تظاهرات المناضلين تسببت في جرح 7 من أعوان الشرطة، اثنان منهم في حالة خطيرة، فيما أكدت مصادر من الأرسيدي إصابة عشرات المناضلين بجروح متفاوتة الخطورة. كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، عندما توجه سعيد سعدي بخطاب إلى مناضليه بمقر الحزب بديدوش مراد، حيث دعا إلى التجند من أجل إنجاح المسيرة التي دعا إليها، خطاب سعدي كان متبوعا بخطاب آخر تبناه أحد أبنائه، ليقرر المتظاهرون الخروج في مسيرة باتجاه المجلس الشعبي الوطني، لكن سرعان ما تدخلت قوات الأمن التي كانت متواجدة بعين المكان لمنع مناضلي الأرسيدي من الخروج إلى الشارع. المشادات التي كانت تقع بين الحين والآخر بين المتظاهرين وعناصر الأمن خلفت 7 جرحى في صفوف الأمن، اثنان منهم في حالة خطيرة، كما تم توقيف 5 أشخاص من طرف الشرطة، واستنادا لما أفاد به رئيس الكتلة البرلمانية للأرسيدي بالمجلس الشعبي الوطني، الذي تعرض لإصابة على مستوى رأسه، فقد تم جرح حوالي 39 مناضلا وتوقيف العشرات. وبالنظر إلى تطورات الوضع، فضل مناضلو الأرسيدي البقاء أمام مدخل المقر بعد محاولات يائسة لاختراق الطوق الأمني، واكتفوا بشعارات رددوها، وفي حدود الواحدة وعشر دقائق زوالا، حاول المتظاهرون اختراق صفوف الشرطة مرة أخرى وخرجوا إلى شارع العقيد نور الدين مناني، ليتدخل عناصر الأمن مجددا ويعيدونهم إلى مقر الحزب. ولعل ما يلفت الانتباه، في تلك الأحداث هو علم الجمهورية التونسية الذي رفعه سعدي بالقرب من العلم الجزائري، الأمر الذي أثار سخط العديد من الشباب، حيث أن هناك شبابا في الشارع مقابل لمقر الأرسيدي هتفوا بشعارات مناهضة لما يدعو له الأرسيدي ومناضلوه وعبروا عن حبهم للجزائر ورفضهم لكل ما يمس بسيادتها وهو الموقف الذي قال عنه مناضلو الأرسيدي إنه مدبر من طرف جهات أخرى. بدوره لم يتردد سعدي خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الحزب في التأكيد على تمسكه بمبدأ المظاهرات والمسيرة، وقال »إن ما حدث هو بداية لنشاطات أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا، وإنه على اتصال بعديد التيارات السياسية والتنظيمات النقابية المستقلة التي استقبل عدد كبير منها بمقر حزبه أمس، على غرار »سناباب«، الفيدرالية الوطنية للدفاع على حقوق الإنسان، تنظيمات طلابية وأخرى جوارية، كما أشار إلى تحريك الجالية الجزائرية بالمهجر من أجل الخروج في مسيرات. ولم يقف سعدي عند هذا الحد، بل تمادى في تصريحاته المناوئة للنظام الذي اتهمه بالإفلاس وقال »إننا أمام انسداد تاريخي والنظام يعاني من عديد المشاكل السياسية وعليه أن يدخل في مرحلة انتقالية من أجل التغيير بطريقة سلمية وإلا سيكون التغيير بالقوة من خلال انفجار الشعب الجزائري«. تصريحات سعدي لم تكن كافية لتجنيد المعارضة بالنظر إلى الظروف التي مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء، في وقت قد تؤدي فيه مثل هذه التحركات إلى انزلاقات أمنية لا تحمد عقباها، وعليه فقد قرر سعدي مغادرة المقر في حدود الواحدة وخمس وثلاثين دقيقة، تاركا وراءه مناضلي الأرسيدي.