لم تمر المسيرة التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية تحت قيادة سعيد سعدي، والتي وئدت في المهد أمس أين منعت قوات مكافحة الشغب مناضلي الحزب والمتعاطفين معه المسير في الاتجاه الذي كان مخططا له انطلاقا من ساحة أول ماي إلى مقر المجلس الشعبي الوطني، وقد أحاط بالعاصمة أمس طوق أمني يتشكل من 15 ألف شرطي حسب تصريحات سعدي. وحسب ما أفادت به مصادر أمنية موثوقة ل ''الحوار'' فإنه تم استنفار كل مديريات الأمن عبر ولايات الجمهورية تحسبا لانتقال العدوى إلى الولايات الأخرى، حيث وضعت عناصر الشرطة والدرك الوطنيين في حالة تأهب قصوى، وانتشرت في أغلب المناطق حساسية في المدن الكبرى، وهو الأمر الذي حدث في الأسابيع الماضية عندما انتقلت احتجاجات المواطنين على غلاء الأسعار من باب الوادي إلى جل المدن الجزائرية وتطورت إلى عمليات نهب وسرقة وحرق وتكسير. وحسب ذات المراجع فقد تم وضع مخطط أمني دقيق مشترك بين الشرطة والدرك الوطني لمواجهة أي انزلاق قد يحدث في مثل هذه الحالات، وقد أعطيت أوامر بالتجنيد الكامل طيلة نهار أمس والأيام الآتية تحسبا لأي أمور قد تتطور بعد ذلك إلى مالا يحمد عقباه. يأتي هذا في وقت أكدت فيه مصادر سياسية أن القنوات الأجنبية تعمل على تضخيم الأمور من المحتمل أن ينقل هذا الأمر إلى ولايات أخرى خاصة في تيزي وزو وبجاية أين يتواجد أنصار سعيد سعدي وحزبه بكثافة. إلى ذلك تم توقيف عمل قطارات الضواحي القادمة إلى العاصمة تخوفا من تنقل أنصار الأرسيدي من عدة مدن خاصة من تيزي وزو والبويرة وبجاية وبومرداس حسب ما كان قد أكده مناضلو الحزب قبل انطلاق المسيرة، والذي أكد أنهم سيتوافدون بكثرة إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في المسيرة، وحفاظا عليها من أي انزلاق حسب مصادر في الشركة. وفي ذات السياق تم أمس مضاعفة الحواجز الأمنية في مداخل ومخارج العاصمة، إلى جانب تكثيف نقاط المراقبة وتشكيل طوق أمني كبير. وفي شارع ديدوش مراد أكبر شوارع العاصمة أمس لوحظ تواجد أكثر من 70 عربة لسيارات الشرطة مدعمة بالمدرعات، في ظل تواجد كثيف لقوات مكافحة الشغب التي غطت المكان بشكل ملفت جدا إلى حد أن أعدادها فاق أعداد مناضلي حزب الأرسيدي. كما تم تغطية الأجواء في السماء بحوامات لم تتوقف عن الحركة طوال نهار الأمس بغية رصد الأوضاع من أعلى. وعلمت ''الحوار'' من مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية وضعت كافة أجهزة الأمن التابعة لها في حالة استنفار منذ الإعلان عن هذه المظاهرة، لمعرفة الحجم الذي ستتخذه، وكذا عدد الأحزاب والنقابات التي تنوي الانضمام إليها، حتى وإن كان من المستبعد أن تلتف حولها الأحزاب الأخرى بالنظر إلى الخلافات بينها وبين الأرسيدي، وفي مقدمة هذه الأحزاب غريمه جبهة القوى الاشتراكية. ولاحظت ''الحوار'' أمس ورغم كل هذه الظروف أنه قد تم فتح المحلات التجارية في وجه الزبائن، في ظل حركة عادية من قبل العاصميين.