منعت، أمس، قوات الأمن المسيرة التي كان ينوي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الآرسيدي) تنظيمها من المقر الولائي للحزب بشارع ديدوش مراد نحو مقر البرلمان، حيث واجهها طوق أمني كبير أحاط بشارع ديدوش مراد ومنع دخول وخروج أي شخص بسهولة، بالرغم من ذلك تجمع العشرات من مناضلي الحزب وعدد من الشخصيات أمام المقر محاولين كسر الحاجز الأمني الذي فرضته قوات مكافحة الشغب. فرض حالة حصار على العاصمة وغلق أهم الطرق المؤدية لساحة أول ماي وديدوش مراد كل شيء كان يوحي بحدوث أمر ما بالعاصمة، صباح أمس، حيث سادت حالة تأهب أمني قصوى، انتشر فيها حوالي 20 ألف شرطي بالعاصمة، خاصة بالقرب من الأحياء الشعبية وكل المنافذ المؤدية إلى ساحة أول ماي. وقد انتشرت قوات مكافحة الشغب المدججة بالعصي والدروع الواقية، في وقت عرف شارع ديدوش مراد وصولا إلى ساحة ''موريس أودان ''والطرق المتفرعة عنه انتشارا رهيبا، أيضا. وقد طبعت محاولة تنظيم المسيرة عدة أحداث إلى غاية افتراق الجميع. الثامنة صباحا: بداية الانتشار الأمني وفرض الطوق على العاصمة، ووصول حافلات نقل قوات مكافحة الشغب، بعضهم كان ينتظر بالقرب من مقر المديرية العامة للأمن الوطني بساحة الشهداء والبعض الآخر بساحة أول ماي، فيما بدأت هليكوبتر الوحدة الجوية للأمن الوطني تحلق في سماء العاصمة، في حدود الثانية والنصف صباحا، وهي ساعة بداية وصول عدد من مناضلي الأرسيدي إلى مقر الحزب، إضافة إلى بعض الشخصيات أمثال فوضيل بومالة ومنتميين إلى بعض النقابات المستقلة. الثامنة والنصف صباحا: وصول رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية تبعه نواب الحزب بالبرلمان مثل نور الدين آيت حمودة وعثمان أمعزوز ومحسن بلعباس. وفي تلك الفترة أقامت قوات مكافحة الشغب حاجزا أمنيا لمنع وصول أي متسلل للتجمع الذي بدأ يتكون حول محيط المقر الولائي للحزب، في وقت بقيت حركة مرور السيارات مفتوحة بشارع ديدوش مراد، لكنها بصعوبة كبيرة، ومنع الكثيرون ممن كانوا يلتحقون بساحة أول ماي التي رسم لها أن تكون نقطة انطلاق المسيرة، ما جعل الكثير منهم يغيرون الوجهة نحو شارع ديدوش مراد حيث مقر الحزب. التاسعة والنصف: عدد المتظاهرين يقارب ال 600 متظاهر، بحسب أرقام قدمها عون أمن بواسطة جهاز الإرسال اللاسلكي، كان على اتصال بمسؤولي الأمن الولائي بالعاصمة، وقد شرعوا في ترديد شعارات معادية للسلطة، مطالبة بالانفتاح السياسي والإعلامي في الجزائر. وقد تدعم هؤلاء بقدوم رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان مصطفى بوشاشي الذي انضم إلى جموع المتظاهرين، تحت مراقبة أعوان الأمن بالزي المدني الذين انتشروا بكثافة. وفي هذه اللحظة حاول المتظاهرون السير، لكن قوبلوا بالمنع والضرب بالعصي، الأمر الذي تسبب في إصابة عدد منهم بجروح، من بين الجرحى رئيس الكتلة البرلمانية للأرسيدي عثمان أمعزوز، وقد نقل عدد منهم بسيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية لتلقي الإسعافات الأولية. وأمام إصرار المتظاهرين على السير، قامت قوات مكافحة الشغب بدفعهم نحو مقر الحزب، ليقوم بعضهم برشق عناصر الأمن بالحجارة، ما أدى إلى إصابة بعضهم أيضا بجروح. العاشرة وأربعون دقيقة: أطل رئيس الحزب سعيد سعدي من شرفة بالطابق الأول من المقر الولائي، وأمام حضور العشرات من الصحفيين الجزائريين والدوليين، أكد في كلمة ألقاها ''أنه بالرغم من منع المسيرة والترسانة الأمنية الكبيرة ... فإننا سنواصل المطالبة بالتغيير والانفتاح الديمقراطي والدفاع عن الحريات الفردية والجامعية...''، ليجدد بعد ذلك المتظاهرون محاولة السير وتكسير الحاجز الأمني الذي تدعم بعناصر إضافية، ليتم بعد ذلك توقيف عدد من المتظاهرين الذين أخلي سبيلهم بعد ذلك. ولم يسلم من التوقيف حتى المصورون الصحفيون الذين منعوا من التقاط الصور عن عمليات التوقيف. الحادية عشر والربع: منع حركة المرور بشارع ديدوش مراد ورئيس الحزب ينشط ندوة صحفية، أعلن فيها توقيف أكثر من 40 شخصا وإصابة 17 متظاهرا بجروح، من بينهم رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان أمعزوز. كما كشف أن مصالح الأمن منعت قدوم العشرات من مناضلي الحزب من ولايات أخرى. منتصف النهار: صدور تعليمات لمصالح الأمن بعدم الضرب والاحتكاك بالمتظاهرين عاد الذين كانوا متجمعين بمدخل مقر الحزب، ومطالبة المواطنين المتواجدين على أرصفة شارع ديدوش مراد بمغادرة المكان، ليبدأ الجميع في الافتراق، ومطالبة قوات مكافحة الشغب بالانسحاب تدريجيا مع البقاء على بعض التعزيزات بمحيط المقر الولائي للحزب.