ونحن نختتم سنة ,2010 تمنينا أن نستبشر خيرا بقدوم السنة الجديدة ,2011 توقعنا زوال الآلام والأضرار، وحلمنا بسنة كفيلة برد الاعتبار للأمة العربية، عاما جديدا حاملا معه الأفضل والأحسن، لا أن نواجه قدرنا وكل شيء سيء أمامنا، يجرنا جرا نحو المآسي والأتعاب.. فعام 2011 جاء صاخبا مؤلما منذ بدايته، وتتابعت الأحداث بعده مقلقة تنذر بأن الجزء الظاهر من كرة الجليد التي تطفو على سطح الماء أقل بكثير مما خفي منها، فجرى الاستفتاء على تقرير مصير ''جنوب السودان'' ثم توالت وتوالت الأحداث، لتنطلق أحداث ''تونس'' وسقوط النظام القمعي الذي كمم الأفواه وأمسك بقبضة قوية على مقاليد الأمور هناك، لما يزيد عن ثلاثة وعشرين سنة، وهي كلها أمور يتأثر بها الاستقرار في المنطقة عموما سواء شمال إفريقيا والمغرب العربي الكبير، أو حتى الوطن العربي من مشرقه إلى غربه.. واليوم نتابع ما يحدث من ثورة أيقظنا على وقعها المصريون من أحلام احتفالات السنة الجديدة، وآمال الظفر بكل ما هو طيب وجميل في هذه السنة المأساوية.. قد يرى البعض أنها ثورات حملت وستحمل معها الأوجاع والقتلى والمجروحين، مثلما يعمل الإعلام على وصفها لنا، لكنها ثورات تهدف للتغيير والبقاء، وبها قد تتحسن الأوضاع، ليس على هذا الجيل الذي أشعلها وقادها، وإنما على أجيال المستقبل من هذه الأمة العربية.. قد يعتقد آخرون، أن ما يحدث اليوم من حالات استنفار ببعض مناطق الوطن العربي، هي حالات تستهدف تطويق المنطقة، والضرب بالثقيل على مناطق مفصلية منها، حساسة قد يتسبب العبث معها وفيها بإلحاق الضرر للجميع، وتعطيل المنطقة بالتمام والكمال ...، ومن ثم حرمانها من التقدم والتطور سياسيا، اقتصاديا، تكنولوجيا وحتى ثقافيا ورياضيا، بسبب افتعال الحروب والأزمات الداخلية ببعض البلدان، وجميع التحاليل .. صراحة .. ممكنة، ألم تنقل وثائق ''ويكليكس'' المهربة، أن رجال الموساد تفتعل أزمات افتراضية، في الجزائروتونس، حتى حدث ما حدث، ألم تؤكد ''ويكيليكس'' أن استمرار الاحتجاجات في تونسوالجزائر ضد غلاء المعيشة والبطالة المنتشرة في صفوف الشباب، أسبابه مفتعلة من طرف بعض الأطراف الخفية. وبين هذا وذاك، يبدو صريحا أن ما من ثورة يقودها الشعب إلا وتنتهي بتغيير مفاجئ، قد يصلح شأن العباد، كما بإمكانه أن يخفف وفقط من حدة الأزمة الحاصلة قبل التغيير، ثم سرعان ما تعود ''المياه إلى مجاريها'' مثلما يقال، ثم لا يخفى على أحد، أن النظام الرأسمالي من طبيعته ''شئنا أم أبينا'' توليد الأزمات الحادة وإيجاد الفقر بتكديس الثروة في أيدي فئة قليلة من القادرين، وقد يكون ذلك كله من أسباب الخراب.