ينتظر أن يقوم خلال شهر فيفري الجاري الأمير آندرو الذي يشغل منصب الممثل الخاص للمملكة المتحدة للتجارة الخارجية بزيارة إلى الجزائر من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين. وأفاد الموقع الإلكتروني ''الجزائر فوكيس'' نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الأمير اندرو سيلتقي خلال حلوله هذا الشهر بالجزائر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في الدولة. وأوضح المصدر ذاته أن هذه الزيارة تهدف إلى تشجيع الصناعيين والمؤسسات الاقتصادية البريطانية على تحسين تواجدها في السوق الجزائرية. ولا يزال التعاون بين البلدين دون المستوى الذي يريده البلدين رغم أن إحصاءات الوكالة الحكومية البريطانية لتطوير التجارة الخارجية والاستثمار ''يو كاي ترايد انفستمنت'' تشير إلى أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية شهر سبتمبر الماضي في قائمة الدول الممونة لبريطانيا من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ''مينا'' بمبلغ إجمالي قدر ب 223ر599 مليون جنيه إسترليني، في حين أن المرتبة الأولى كانت من نصيب ليبيا ب 015ر 839 مليون جنيه إسترليني. وأوضحت الوكالة ذاتها أن الواردات البريطانية من الجزائر تتمثل أساسا في المواد النفطية ومشتقاتها والغاز الطبيعي والمواد الكيميائية، أما صادرات لندن نحو الجزائر فبلغت 394ر249 مليون جنيه وراء مصر ب 762ر815 مليون جنيه متبوعة بالمغرب ب693ر329 مليون جنيه وليبيا ب 714ر311 مليون جنيه. وقال سفير بريطانيا السابق في الجزائر أندرو دافيد فوربس هاندرسن عقب محادثات جمعته العام الماضي مع الرئيس بوتفليقة خلال تأدية زيارة وداع بمناسبة انتهاء مهامه أن ''العلاقات الثنائية تعززت أكثر فأكثر بين المملكة المتحدةوالجزائر كما شهدت تقدما خلال السنوات الأخيرة''. وأكد السفير البريطاني أن هذه العلاقات ''سجلت تقدما'' في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالأمن، مبينا أنه ناقش مع بوتفليقة ''مسألة عدم دفع الفدية للإرهابيين وكذا التعاون في مجال الدفاع والطاقة والتجارة''. ويبرز مجال التعاون بين البلدين في الفترة الأخيرة بشكل جلي في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة وأن لندن تدعم الطرح الجزائري الذي يجرم دفع الفدية للإرهابيين حتى وإن كان لتحرير الرهائن. وقبل نهاية العام الماضي عقدت في لندن أشغال الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال الثنائية للتعاون الجزائري-البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية المجاورة والمندرج في إطار هيكلة الحوار والتشاور بين البلدين حول مجمل المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب العابر للحدود وصياغة التدابير من أجل تعميق التعاون الثنائي في أبعاده السياسية والدبلوماسية والقضائية والمالية والعملية والدعم التقني. وقام وفدا البلدين اللذين قادهما عن الجانب الجزائري المستشار لدى رئيس الجمهورية كمال رزاق بارا، وعن الجانب البريطاني سيمون مانلي مدير الدفاع والتهديدات الإستراتيجية بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية'' بتقييم وتبادل التحليل والأخبار حول مدى تقدم مكافحة الإرهاب في البلدين ونتائجه على المستوى الإقليمي والدولي''. وقد يشكل موضوع المهاجرين الجزائريين في بريطانيا وإجراءات منح التأشيرة مجالا لنقاش الأمير اندرو، بالنظر إلى أن بريطانيا كانت قد اتخذت قرارا يقضي بتخفيض عدد المهاجرين إليها بنسبة 25 في المائة على الأقل. وتشير الأرقام التي قدمتها السفارة البريطانية في الجزائر عام 2009 إلى أن عدد الجزائريين المقيمين في المملكة المتحدة قد قارب ال 50 ألف شخص عام 2008 وأن 16 ألف جزائري حصلوا على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا خلال العام ذاته.