أكد الأمير أندرو دوق يورك، أمس، أن العلاقات التي تربط بين الجزائر والمملكة المتحدة تتعمق وتتطور بوتيرة سريعة، داعيا الموظفين على مستوى السفارة إلى الإسهام في توطيد هذه العلاقات، من خلال تقديم خدمات نوعية للرعايا البريطانيين المقيمين بالجزائر، وكذا الجزائريين الراغبين في التوجه إلى المملكة المتحدة. أشرف، أمس، دوق يورك مرفوقا بسفير بريطانيا بالجزائر أندرو هندرسون على تدشين المقر الجديد لسفارة المملكة المتحدة، الكائن بشارع حسين سليمان "لغليسين سابقا"، وقد أوضح الأمير أندرو خلال كلمة مقتضبة ألقاها بالمناسبة أمام موظفي السفارة البريطانية بالجزائر أن العلاقات القائمة بين البلدين تتعمق وتتطور بسرعة كبيرة، معربا عن أمله في أن يساهم عمال السفارة في تعزيز العلاقات البريطانية مع الجزائر أكثر فأكثر. وأضاف دوق يورك، في نفس السياق، أنه ينتظر من موظفي السفارة تقديم خدمات ذات نوعية من شأنها أن تحقق أهدافا في مجال التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة ما تعلق منها بمساعدة الرعايا البريطانيين المقيمين بالجزائر والجزائريين الراغبين في التوجه إلى المملكة المتحدة، ولم يغفل الأمير أندرو من جهة أخرى التوجه بالشكر الجزيل إلى موظفي السفارة، وخاصة الجزائريين منهم، معتبرا أنه "بدونهم لم يكن بالإمكان تحقيق ما تم تحقيقه اليوم". ومن جهته، أوضح "جود سايمون" المهندس الذي أشرف على إنجاز المبنى الجديد للسفارة البريطانية، أن التكلفة العامة لهذا المشروع قد وصلت إلى 23 مليون جنيه إسترليني في ظرف 4 سنوات، وقد تم أخذ المزج بين الطابعين الجزائري والبريطاني بعين الاعتبار، كما تمت مراعاة عدة عوامل أخرى كالتطور والمحيط، مؤكدا في هذا الصدد على إبقاء الأشجار التي كانت موجودة في مساحة المبنى والحفاظ عليها. وعلى صعيد آخر، كشف "باري بيتش"، المكلف بالشؤون السياسية على مستوى السفارة، أن مصلحة منح التأشيرات ستبقى في "وادي كنيس"، ذلك أن "والد بريدج" هو الشريك الأساسي الذي تتعامل معه مختلف سفارات المملكة المتحدة عبر العالم، وأضافت المكلفة بالإعلام على مستوى السفارة البريطانية أن التأشيرات التي تصدرها سفارة المملكة المتحدةبالجزائر هي تأشيرات بيوتمرية تتطلب أجهزة ووسائل معينة، وأن هذه الوسائل متوفرة في مقر "وادي كنيس"، مضيفة أن فصل هذه المصلحة عن بقية مصالح السفارة البريطانية من شأنه أن يسهم في تسهيل عملية منح التأشيرات التي قد تصبح أكثر صعوبة في حال وجودها في المقر الجديد مع بقية المصالح، وفي سياق ذي صلة أشارت مصادر أخرى من السفارة البريطانية بالجزائر إلى أنه قد تم منح 16000 تأشيرة إلى بريطانيا خلال العام الفارط. وقد التقى الأمير أندرو مساء أمس الوزير الأول أحمد أويحيي الذي جمعته به محادثات تمحورت حول عدة مواضيع ذات العلاقة بالتعاون الثنائي بين البلدين، كما ينتظر أن يتوجه نجل إليزابيث الثانية اليوم إلى الجنوب وبالضبط إلى ولاية عين أميناس حيث سيلتقي ممثلي الشركات البترولية البريطانية العاملة هناك. وكان دوق يورك قد وصل إلى الجزائر، أول أمس، في زيارة تدوم ثلاثة أيام وتتخذ1 طابعا اقتصاديا باعتبار أن الأمير أندرو ممثلا للمملكة مكلفا بالتجارة الخارجية والاستثمار، حيث جمعته محادثات مع وزير المالية كريم جودي الذي استقبله بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد تمار، وتربط الجزائر بالمملكة المتحدة علاقات ضاربة في التاريخ تعود إلى عام 1580 وهو التاريخ الذي أرسلت فيه بريطانيا أول ممثل لها إلى الجزائر.