تواصل أمس بالجزائر العاصمة اجتماع الأساقفة السنوي لمنطقة شمال إفريقيا (سيرنا) والذي كرس لبحث سبل ووسائل العيش سوية بشكل أفضل'' في الأراضي الإسلامية''. واجتمعت حوالي عشرين شخصية دينية من بينها 9 أساقفة من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا في جلسة مغلقة بأسقفية الجزائر لتقييم وضع الجاليات المسيحية المقيمة في المغرب العربي. وتحت عنوان ''لا يزال المسيحيون حذرون في شمال إفريقيا'' وهو عنوان المقترح في الجلسات المتواصلة في إطار اجتماع الأساقفة منذ 29 جانفي إلى 3 فيفري الجاري، أوضح رئيس الندوة قس الرباط ''فانسان لا ندال'' في حوار مع ''راديو الفاتيكان'' على هامش الاجماع أن ''الأصوليون والمتطرفين ''في البلدان الإسلامية أقلية''. ?وأوضح أن الاجتماع لم يخلو من معالجة المشاكل التي تؤثر في شعوب المنطقة لاسيما في تونس، وتابع قائلا ''سنحاول الحصول على رؤية أكثر وضوحا وأفضل في جميع المنطقة''، في إشارة إلى تونس، وقال ''سنناقش كل هذه المواضيع ونرى كيف نقف كمسيحيين في خضم كل هذا، ونحن علينا واجب الحفاظ على السرية فيما يتعلق بالبلد المضيف الجزائر''. وأشار ردا على سؤال حول دور المسيحيين في هذا السياق، أن ''دورها حيادي'': ''نحن هنا نعيش في الأراضي كغرباء ليس لنا الحق في التدخل في الشؤون الخاصة لمواصلة العيش مع المسلمين والدخول في نقاش معهم. لكننا لم نأخذ مكانها في اتخاذ القرارات السياسة الاجتماعية في البلاد''. وتحدث المطران عن أهمية الاستماع لبعضنا البعض المسيحيين والمسلمين، وأضاف ''لكن لا يمكننا القول إننا معهم في طريقة واحدة، خصوصا أننا لا نساوي شيئا في هذه البلدان''، وقال إنه يعطي المثال من المغرب حيث المسيحيين هم فقط 25000 ليبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة، مضيفا ''أعتقد أن هناك واجب التحفظ''. وأضاف ''لكن إذا كان لسبب أو لآخر وإذا ما طلب منا هذا أو ذاك أو دعم الجمعيات، سيتم الرد عليه بعد دراسة الموضوع من أجل مساعدة التنمية في تلك البلدان''. ومع الاعتراف بوجود ''أقلية ضئيلة'' من المتطرفين في البلدان الأربعة موريتانيا، تونس المغرب، ليبيا دعا المطران لوقف ''الخوف من الأصوليين''. ''ما حدث في مصر، ما يحدث في العراق، لا أستطيع أن أقول إنه هو تاريخ المسلمين ضد المسيحيين''، قال ''هذه هي قصة من مجموعات صغيرة من المسلمين ضد المسيحيين. وهناك أيضا المسلمين الذين ماتوا ويموتون كل يوم''. وأوضح رئيس الندوة قس الرباط ''فانسان لا ندال'' أن هذا الاجتماع الذي يدوم 5 أيام يهدف إلى ''التفكير في سبل العيش سوية مع المسلمين وتنظيم لقاءات ودية من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد''. وأردف يقول ''نأمل في تحقيق أشياء سوية'' مع سكان دول الاستقبال مضيفا أن دور الأساقفة يتمثل في ''مرافقة المسيحيين الذين يعيشون في هذه الدول بما يضمن لهم أفضل تعايش ممكن مع المسلمين''.