راجت وتداولت كثيرا، هذه الأيام نكتة عن نكبة الحكام العرب، تلك النكبة التي حلت بكراسيهم والزلزال الذي ضرب في عمق عروشهم، على خلفية الثورة التونسية المباغتة، وعملية فرار ''الزين وليلاه'' في ليلة مظلمة، بعدما ترك وراءه ماضيا مظلما ومستقبلا أظلم بظلمه وتسلطه وجبروته على شعبه، ذلك ما جعله يهرب بدون جناحين نحو المجهول، بعد كل تلك البروتوكولات المعهودة والأبسطة الممدودة، سحبت من تحت أرجله فجأة فطار ''الزين وليلاه'' وبقي يحوم أثناء عملية فراره في السماء لساعات طويلة، باحثا له عن وكر آمن يحط به بعد أن خربت الثورة عشه الذي عشش فيه لعقود من الزمن، ولولا كرم السعودية لكان قد سقط في عرض البحر والتهمته الحيتان، هي نفسها الحيتان التي التهمت مجاميع من الشباب التونسي البطال الهارب من ظلمه وبطشه متحديا الأمواج أفواجا أفواجا. تقول النكتة المتداولة أن رئيسا عربيا آخر وبعده آخرون وهو ليس الأخير ، قد أصبح هذا الرئيس نصف عاري ومصيره لا يختلف عن مصير سلفه السابق ولا خلفه اللاحق، فقد أبرق هذا المخلوق برسالة عاجلة إلى خادم الحرمين الشريفين، ينبئه صراحة ''رغمته'' وليس رغبته القيام بزيارة أو بالأحرى الرحيل إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، بل والاعتكاف هناك إلى الأمد وإلى اللحد، رغم أن ذلك سابق لأوانه، أي ربما سيكون ذلك قبل حلول موسم الحج بل وفي حكم الأكيد، وهو لا يرى حرج في هذه السابقة مادام الوضع يتأجج وكرسيه يتأرجح نظرا لارتجاج ناتج عن احتجاج وغضب كبير تشهده بلاده، جراء ويلات حكمه المستبد على عرشه وبطشه وهو لا يخاف صراحة من تلك الاحتجاجات، بقدر ما هو خائف على مصيره المحتوم. ويبقى هاجسه في وجهته، فإلى أي وجهة سيتجه ومن سيحميه؟ ولأنه لا يريد تكرار سيناريو عملية فرار ''الزين وليلاه'' ويختصر وقت التحليق في السماء بحثا عن الوكر الآمن على غرار وكر هيتلر أو ما يعرف ب''وكر الذئب'' لان ذلك ربما قد ينهك صحته ويرى فيه وقتا أطول من زمن حكمه المستميت، وعليه ارتأى أن يؤمن ومن الآن ويحجز مكانا آمنا له ولن يجد ذلك إلا في العربية السعودية الآمنة والشاسعة بشعابها وبربعها الصحراوي الخالي، وهناك يستطيع أن ينشد الأجر جزيلا رغم آهات الفراق هو ومن ولاه، ويتذكر عندها الليالي الخوالي أيام كانوا يعيشون فيها السمو والمعالي زد وقل الجواري ، مكان هو الأقرب للتضرع إلى الله لعل وعسى يغفر لهم ذنوبهم المقترفة في حق شعوبهم، ومادام حق الأموات على الأحياء المشي في جنائزهم نقول لكل ديكتاتور وجموع الديكتاتورية، حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور مقرون بمغفرة الشعوب المقهورة. ، وان لم تغفر لهم تلك الشعوب الغفيرة.