احتفاء بالمولد النبوي الشريف نظمت جمعية '' زهرة '' بقاعة السينما الأبيارية قعدة من القعدات التي كانت تشتهر بها الجزائر بني مزغنة، حيث أعد طاقم الجمعية بالتنسيق مع مصلحة بلدية الأبيار حفلا مميزا ينم عن تمسك سكان الجزائر بالعادات والتقاليد العريقة التي تمثل خصوصية الجزائر القديمة. استهل الحفل بفرقة الزرنة، حيث أطرب أحفاد بوعلام تيتيش الحضور الذين غصت بهم قاعة العرض عن آخرها، وتواصل الاحتفال بعرض شريط وثائقي حول مدينة القصبة العتيقة عروس البحر الأبيض المتوسط التي تآكلت جدرانها، ودويراتها وقصورها واصبحت قلاعها مهددة بالانهيار جراء تهاون المسؤولين وأصحاب الإختصاص. هذا وكانت العروس العاصمية حاضرة من خلال زيها التقليدي المتمثل في محرمة لفتول، خيط الروح المرصع بأنواع مختلفة من الأحجار الجميلة، بالإضافة إلى لباسها المميز ذي اللون الأبيض، حيث اعتلت المنصفة المخصصة لها، وهي ترتدي حايك مرمة هذا اللباس الذي بدأ يعرف طريقه إلى الزوال في وقتنا الراهن، اللهم إلا بعض ممن أصررن على الحفاظ عليه على الرغم من موجة الموضة التي غزت الشارع الجزائري، وتجالسها ثلة من النسوة في كامل أناقتهن وهن يرتدين أزياءهن التقليدية وتحيط بهن مجموعة من الفتيات الجميلات في عمر الزهور لبسن مختلف أنواع الألبسة التقليدية ذات الخاصية العاصمية في عرس عاصمي مفعم بالفرح، حيث تم تخضيب أيادي العروس بالحنة وفقا لعادات وتقاليد هذه المدينة التي بقيت متواصلة عبر أجيال متلاحقة إلى وقتنا الحاضر، حيث تسبق ليلة زفاف العروس إلى بيت زوجها ليلة تسمى ب '' ليلة الحنة''. واعتلى منصة العرض مجموعة من الفنانين الذين لبوا دعوة المشاركة منهم مراد جعفري، محمد لعماري وكنزة رحموني الذين قدموا وصلات غنائية من الحوزي والعاصمي. كما كانت المناسبة فرصة لتكريم بعض الوجوه الفنية العريقة، وأعمدة الفن الجزائر الأصيل وعلى رأسهم صاحب البحة المميزة دحمان الحراشي، أبو الرنة الذهبية بوعلام تيتيش، وصاحب ''يا المقنين الزين'' محمد الباجي، وكذا الفنان مولاي عبد الله عرفانا للأعمال الجليلة التي قدموها لعالم الفن الجزائري.