ورود حمراء وهدايا وشوكولاته، رمزية كانت أوثمينة، كلها أدوات لطقوس يمارسها "العشاق" في هذا اليوم، قد تتعدى الحدود أحيانا لممارسات لا أخلاقية ناتجة عن استلاب عاطفي• وانتشرت ظاهرة الاحتفال بعيد الحب لتصل إلى الجامعات منبر العلم والفكر، وساهمت في ذلك ظاهرة الثنائي أو الأزواج، فتجدهم في هذا اليوم على وجه الخصوص يحتلون معظم زوايا الجامعة الظاهرة منها أوالخفية• ولمعرفة مدى انتشار هذه الظاهرة، تحدثنا مع بعض الطلبة فكانت الردود في أغلبها مؤيدة للاحتفال بهذا العيد، وكأن الحب لا يظهر إلا في "السانت فالونتان"• تقول الطالبة "أ•ب" 20 سنة من جامعة سطيف.. "أنا لا أحتفل بهذا العيد لأنني غير مرتبطة بعلاقة عاطفية، ولو كنت كذلك سأجد نفسي مرغمة على الاحتفال به حتى لا يقول الطرف الآخر أنني معقدة وغير متحضرة، ولأبرهن له مدى حبي له"• أما الطالبة سميرة فتقول:"بالنسبة لي أحتفل بهذا العيد رفقة خطيبي، ولا أرى حرجا في ذلك لأنه برأيي لا يخدش عاداتنا في شيء، فهو يوم يرمز إلى الحب لا غير"، فيما اعتبر آخرون بأنه يوم مقدس ولابد من تبادل الهدايا بين الحبيبين، حيث يقول الطالب هلال 22 سنة "بالنسبة لي ولشريكة حياتي هو يوم مقدس، ففي هذا اليوم أرتدي أجمل الثياب وأحضر معي هدية قد تكون ساعة يد أو عطر، وتبادل الشوكولاتة، ثم نتنزه قليلا، فمع أنه ليست لدي أي فكرة عن حقيقة هذا الحب، فكل ما أعرفه أنه عيد للحب ولا أرى عيبا في الاحتفال به"• من جهته يقول الدكتور نذير حمادو أستاذ محاضر للعلوم الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة.. إن العرب عرفوا قبل الإسلام عيدين وهما "النيروز والمهرجان" تنتهك فيه الحرمات وتشرب فيه الخمور، وتقرب فيه القرابين إلى الآلهة ويطوفون بكبير الآلهة "هُبل"، ولما جاء الإسلام أبدل العيدين بأعظم عيدين وهما الأضحى والفطر المباركين، اللذين يأتيان بعد عبادتين شاقتين وهما الحج والصوم، وبذلك حرر الإسلام مفهوم العيد من مظاهر الشرك والوثنية"، وبما أن الدين الحنيف استبدلها بأعظم عيدين فلماذا يهرع شبابنا إلى الاحتفال بعيد ذو أصول مسيحية، فإن كانت الحضارة تقتصر على تقليد الغرب فيما ينافيه الدين الإسلامي فأين هي أصولنا وعاداتنا، غير أن العرب في عصر الجاهلية عرفت مثل هذه الأعياد.. يضيف المتحدث• يرد الدكتور حمادو قائلا "إن أصل عيد الحب الذي يروج له في هذه الأيام وثني ومسيحي بعيد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف الإسلام، وهو تقليد أعمى لثقافة مستوردة من الغرب، خاصة إذا علمنا أن عيد الحب من أصول مسيحية وهو يرمز لأحد القديسين، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نخالف المشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وأن لا نحتفل بأعيادهم التي تخالف عقيدتنا، ومن اقتدى بهم حشر يوم القيامة معهم"، ومع ذلك فإن الظاهرة تستفحل في مؤسساتنا التربوية والعلمية، ونجدها بقوة في جامعاتنا التي يفترض أن تكون منبرا للعلم والفكر، لكن طلبتنا لا يبالون بحرم الجامعة بسلوكهم البعيد كل البعد عن العلم، خاصة وأن معظم طلبتنا لا يعرفون عن هذا العيد إلا أنه عيد للحب، ما يعني تقليدا أعمى للغرب، ومسايرة الحضارة بسلبياتها، لذا عليهم الاهتمام بما هو أهم من ذلك وهو طلب العلم والمعرفة وإرجاع للجامعة حرمتها وللطالب هيبته•