في الوقت الذي أعلنت فيه ألمانيا عن دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بداية من ولاية غرداية وإعلان رئيسها للغرفة الاقتصادية والتجارية الجزائرية - الألمانية أندرياس هيرغينروثر، بلوغ رقم 530 مؤسسة جزائرية والمانية مشتركة بالغرفة، كشف المدير المركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى عن أن وزارته قد أنشأت من خلال صندوق الزكاة ما لا يقل عن 1600 مؤسسة صغيرة. وجاءت هذه الأرقام الجديدة بعد أن شكل موضوع ''الإسلام ومسؤولية إنشاء المؤسسات'' محور نقاش الذي نظمته مساء أمس الأول السبت بفندق السوفيتال بالجزائر غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الألمانية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان في إطار برنامج ''الحوار مع البلدان الإسلامية'' حيث حضرت ''الحوار'' النقاش الدائر وعادت بالآراء التالية. د.محمد عيسى وزارة الشؤون الدينية: صدرنا الأفكار الإسلامية إلى الغرب واليوم نعيد استيرادها في هذا الاتجاه أعرب المدير العام المركزي بوزارة الشؤون الدنية والأوقاف في حديث ل ''الحوار''، أن اللقاء قد تناول موضوعا ليس مشهورا في الثقافة الإسلامية، موضحا أنه أوروبي بالأساس وظهر في العام ,1999 ويتعلق بالمسؤولية المؤسساتية للمؤسسة، مبرزا أنه يقصد منه تحمل المؤسسة الاقتصادية أو التجارية في مجتمع ما مسؤولية الحفاظ على حقوق الطبقات المحرومة والفقيرة وأن يكون لها إشعاع اجتماعي في محيطها. وأضاف المتحدث، أن هذا الانشغال قد أصبح هاجسا في البلدان الأوروبية لأنه مقياس ومعيار النجاح من الفشل، لاسيما مع توفر أرقام يقاس بها هذا النجاح والفشل. وقال محمد عيسى إن الغرفة الاقتصادية الجزائرية - الألمانية قد طلبت توضيح المصطلح - المسؤولية المؤسساتية - من وجهة نظر وزارة الشؤون الدينية وحول إن كان للإسلام علاقة به، ''حيث كان ردنا من خلال المحاضرة التي أثبتنا بأن جذور الفكرة إسلامية وأننا اليوم نستورد ما كنا قد صدرناه قبل 15 قرنا''. كما أفاد أن هناك أمثلة كثيرة مثل إنفاق العفو وإنفاق الفضل، مستشهدا بالآية الكريمة ''يسألونك ما ذا ينفقون، قل العفو''، مشيرا إلى أن مقصود العفو هو المال والأداة الخاصة بالعمل، وداعيا كل مؤسسة للرفع من مستوى المعيشة وحماية المحيط، كاشفا أنه وقع الطلب من أجل الاجتهاد لوضع إسقاطات واقعية ليستفيد المجتمع المسلم ورجال الأعمال المسلمين من هذه الأفكار. كما اشار إلى أن الاسلام قد فرض الزكاة كحق للفقراء من الاغنياء بالاضافة الى نفقات اخرى تظهر مع الفقر الكبير والبطالة، داعيا ايضا لدورين مهمين يجب ان يضطلع بهما كل من المسجد والدولة في هذا الاطار. أندرياس هيرغينروثر رئيس الغرفة الاقتصادية والتجارية الجزائرية الالمانية: ألمانيا تود فهم الهوية والمرجعية الفكرية لتحريك المشاريع من جهة أخرى أكد المدير العام لغرفة التجارة والصناعة الجزائرية الألمانية أندرياس هيرغينروثر الذي سبق وأن أجرت ''الحوار'' مقابلة صحفية معه العام الماضي، أكد أن اختيار هذا الموضوع يمليه ''التفاهم المتبادل بشأن الهوية الدينية والثقافية للآخر''، منوها فيما يتعلق بنتائج الحوار الجزائري الألماني بأنها جد إيجابية، وكشف عن تضاعف المبادلات التجارية بين بلدينا خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وكشف في هذا الإطار أن ''الغرفة كانت تضم حين إنشائها منذ ثلاث سنوات 43 مؤسسة جزائرية وألمانية أما الآن فقد بلغ عدد المنخرطين 530 مؤسسة''. وأوضح أن غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الألمانية باتت ''هيئة محورية في ترقية العلاقات الاقتصادية والشراكة بين الجزائروألمانيا''. وأشار بالقول أيضا ''إننا اليوم مقتنعون بأن التزاماتنا التجارية والاستثمارية لن يكتب لها النجاح إلا إذا عادت المبادرات بالنفع على كلا الطرفين'' مضيفا أن ''الاحترام المتبادل شرط أساسي لنجاح كل عملية شراكة''. جدير ذكره أن نسق التعاون البيني قد ارتفع بشكل كبير بين الجمهورية الفيدرالية الألمانية والجزائر في الثلاث سنوات الأخيرة، كما تعزز ذلك بالزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل للجزائر في منتصف جويلية الماضي.