أشارت مجلة ''أفريك آزي'' الشهرية في عددها الأخير إلى أن ''النشاطات الإرهابية ما فتئت تتراجع في الجزائر منذ ثمان سنوات مع انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة''. وكتبت المجلة في مقال بعنوان ''المصالحة خيار لا رجعة فيه'' أنه ''يكفي ملاحظة أن الحياة اليومية قد عادت الى مجراها الطبيعي وأن الجزائريين الذين كانوا يعيشون سابقا حالة رعب من وقوع اعتداءات و ظلوا منزوين في منازلهم أو في أحيائهم أصبحوا الآن يتنقلون في كل آمان و يسافرون ويتوجهون إلى الشواطئ''. كما تطرقت المجلة إلى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي اقترفت في مدن من الوطن مشيرة إلى أنها ''لا تؤثر في شيء على الاستراتيجية الحكومية الرامية إلى القضاء على الإرهابيين'' مضيفة أن ''هذه الإعتداءات كانت موجهة بشكل خاص الى الإستهلاك الإعلامي''. وأضافت مجلة ''أفريك آزي'' انه ''إذا سجل الإرهاب تراجعا فذلك يدل على أن الدولة قد سخرت الإمكانات اللازمة لدحره'' كما أوضحت أن ''نشر الآلاف من أعوان الأمن وقيام الجيش بعمليات تمشيط متواصلة في الجبال و الغابات الكثيفة فضلا عن التواجد المكثف للدرك الوطني في القرى والمناطق الريفية قد ضيق الخناق على الإرهابيين''. من جهة أخرى اعتبرت المجلة انه ''بما أن الإرهابيين قد خسروا المعركة ميدانيا'' فإن ذلك يدل على أن ''مكافحة الإرهاب قد سجلت تقدما نوعيا'' وعلى أن ''مجموعات الدعم اللوجيستي التي كان يستند إليها الإرهابيون قد تم تفكيكها الواحدة تلو الأخرى مما يؤكد على الفاعلية المكتسبة في هذا الميدان''. وبعدما نوهت المجلة بالدور الفعال الذي أداه الأئمة و مختصين نفسانيين تجاه الشباب المجندين الموقوفين و الذين ''اقترح عليهم أشياء أخرى كمشروع للحياة عوضا عن موت مخز خدمة لهدف ميؤوس منه'' أشارت إلى أن ''الجزائريين الذين صوتوا بقوة على ميثاق السلم و المصالحة يرغبون في أن تتواصل هذه السياسة''. وفي خضم ذلك أكدت أفريك آزي أن ''السلم الذي تم إحلاله خلال هذه السنوات الأخيرة ذا قيمة لا تضاهى بالنسبة للجزائريين رغم ما يشاع من أقاويل'' و أن ''النقاش السياسي الجزائري -تضيف المجلة- قد سجل اتجاها توافقيا بهدف دعم جهود رئيس الجمهورية و السماح له بتجسيد سياسته''. وخلصت المجلة إلى أن ''الجزائر التي اختارت المصالحة الوطنية كانت تريد منح فرصة ثانية'' للمغرر بهم من أجل ''إصلاح نفوسهم والاندماج من جديد في المجتمع الوطني'' معتبرة أن ''الرهان كان رابحا''.