أشارت مجلة "أفريك آزي" الشهرية في عددها الأخير إلى أن "النشاطات الإرهابية بالجزائر عرفت تراجعا مقارنة بما كانت عليه منذ ثماني سنوات، فيما أقر مسؤولو مختلف الأجهزة الأمنية بالجزائر، نقلا عن وسائل إعلامية، أن رمضان 2008 كان أكثر أمنا. وأورد آخر عدد لمجلة "أفريك أزي" في مقال حول الأوضاع بالجزائر بعنوان "المصالحة خيار لا رجعة فيه" نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الأعمال الإرهابية بالجزائر عرفت تراجعا ملحوظا مقارنة بما كانت عليه خلال ثماني سنوات مع انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية. وأشارت المجلة في نفس الموضوع أن الحياة اليومية بالجزائر عادت إلى مجراها الطبيعي، وتضيف أن الجزائريين أصبحوا الآن يتنقلون بكل أمان ويسافرون ويتوجهون إلى الشواطئ" وهو ما يفند كل الإدعاءات التي باتت تطلقها جهات أجنبية في حملتها ضد الجزائر. كما تطرقت المجلة إلى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي اقترفت في مدن من الوطن، مشيرة إلى أنها "لا تؤثر في شيء على الاستراتيجية الحكومية الرامية إلى القضاء على الإرهابيين"، مضيفة أن "هذه الاعتداءات كانت موجهة بشكل خاص إلى الاستهلاك والترويج الإعلامي لا غير". وأضافت مجلة "أفريك آزي" أنه "إذا سجل الإرهاب تراجعا فذلك يدل على أن الدولة سخرت الإمكانيات اللازمة لدحره"، كما أوضحت أن "نشر الآلاف من أعوان الأمن وقيام الجيش بعمليات تمشيط متواصلة في الجبال والغابات الكثيفة فضلا عن التواجد المكثف للدرك الوطني في القرى والمناطق الريفية ضيق الخناق على الإرهابيين. من جهة أخرى، اعتبرت المجلة أنه "بما أن الإرهابيين خسروا المعركة ميدانيا فإن ذلك يدل على أن "مكافحة الإرهاب سجلت تقدما نوعيا" وعلى أن "مجموعات الدعم اللوجيستي التي كان يستند إليها الإرهابيون تم تفكيكها الواحدة تلو الأخرى، ما يؤكد الفاعلية المكتسبة في هذا الميدان. كما أشارت نفس المصدر إلى أن "الجزائريين الذين صوتوا بقوة على ميثاق السلم والمصالحة يرغبون في أن تتواصل هذه السياسة". وفي خضم ذلك أكدت "أفريك آزي" أن "السلم الذي تم إحلاله خلال هذه السنوات الأخيرة ذا قيمة لا تضاهى بالنسبة للجزائريين رغم ما يشاع من أقاويل". وخلصت المجلة إلى أن "الجزائر التي اختارت المصالحة الوطنية كانت تريد منح فرصة ثانية" للمغرر بهم من أجل "إصلاح نفوسهم والاندماج من جديد في المجتمع الوطني"، معتبرة أن "الرهان كان رابحا". للتذكير، كان مختلف مسؤولي الأجهزة الأمنية قد أكدوا نقلا عن مصادر إعلامية أن رمضان 2008 كان أكثر أمنا مقارنة بالسنوات الماضية.