رغم الفيضانات التي غمرت المدينة وغطت شوارعها وكذا وديانها وشعابها، إلا أن سكان دائرة العبادلة ظهروا في صورة ما فتئت تعكس الوجه الصحيح والمناسب لأسمى معاني الإنسانية وتجسيد العمل الخيّر. وقد بدا ذلك واضحا عندما هرع الموطنون على غرار النساء والأطفال لاستقبال آلاف الركاب الذين نزلوا في العبادلة بعدما استعصت الطريق أمامهم وتوقف السير في الطرق وشلت الحركة بها، وهذا جراء الأمطار الغزيرة التي نزلت بها. فقد تهيأت العائلات بالعبادلة واتفقت على جهد واحد في جو ساده التضامن والتآخي بعيدا عن كل الرسميات والشعارات الجمعوية وبكل عفوية كاملة دون هيئات تنظيمية أو ما شابه ذلك، ليستقبلوا عشرات الحافلات التي تحمل آلاف الركاب المسافرين للولايات الأخرى بعد أن أغلق الطريق الوطني رقم 6 جراء هدم الجسور الرابطة بين دائرة العبادلة وولاية بشار. وفي السياق ذاته فقد تسببت الأمطار في تسجيل خسائر مادية لحقت بأصحاب الأغنام خارج المدينة، فلا مؤونة ولا مساعدات، كل الطرق مقطوعة والأحياء محاصرة، علاوة على فقدان بعض الرعاة لأغنامهم، حيث هلك أكثر من 500 رأس من الأغنام، أكثر من 150 رأس من الإبل، في الوقت الذي تعيش فيه المدينة حصارا شبه شامل فقد عزلت حتى عن الاتصالات إثر توقف كل شبكات اتصال المحمول والثابت، لاسيما بمنطقتي ''عقلة الحدب''، و''كسيكسو''. ولعل ما هو جدير بالذكر هو ما انتهزه البعض من التجار صبيحة حلول الأزمة، ليرفعوا من مؤشر أسعار الخضر والفواكه بشكل خيالي ليلتهب بعدها السوق مسببا انتكاسة قوية وخيبة أمل لدى المواطن، الذي ورغم وجود كل هذه النكبات إلا أنه استطاع أن يغير وجه الأزمة. .. وإحصاء 247 عائلة ببشار تضررت سكناتها كليا أو جزئيا نتيجة التقلبات الجوية تم احصاء 247 عائلة تضررت سكناتها كليا أو جزئيا نتيجة التقلبات الجوية الأخيرة بولاية بشار حسبما أكده والي الولاية في لقاء صحفي. وتم التكفل بالبعض من هذه العائلات المتضررة من فيضانات وادي بشار على مستوى ستة مراكز أنشئت لهذا الغرض بعدة مؤسسات عمومية تستجيب لمقاييس الوقاية والأمن حسب ذات المسؤول الذي أشار إلى أن العائلات التي تضررت مساكنها كلية ستستفيد من دعم الدولة عن طريق منحها سكنات اجتماعية وتجزئات في إطار السكن الريفي للسماح لها بالإقامة بسكنات لائقة. وفي استعراضه لحصيلة مؤقتة للأضرار التي لحقت بالمنشآت ذكر المسؤول الأول للولاية بأن مدرسة ابتدائية واحدة بحي ''مخاليف'' تضررت من فيضان وادي بشار وأن مؤسستين تربويتين مماثلتين غمرتهما المياه تم إعادة فتحهما يوم السبت الفارط أمام التلاميذ، وأن مركزا للتكوين المهني تضرر بنسبة 60 بالمائة معلنا بأن جسرين بمجرى وادي بشار سيخضعان قريبا لخبرة تقنية. وأشار والي بشار إلى استعداد وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتقديم المساعدة الضرورية للعائلات المنكوبة وإعادة بناء المنشآت المتضررة. ومن جهة أخرى سيتم إعادة تشغيل الشبكة العمومية لتوزيع الكهرباء في الساعات القادمة على مستوى دائرة تاغيت المتوقفة نتيجة سقوط ثلاثة أعمدة بسبب الفيضانات حسبما أبرزه المسؤول الأول للولاية الذي أكد بأن وضع جهاز للوقاية والحذر يوم الأربعاء المنصرم سمح بتفادي خسائر معتبرة، مشيرا إلى أن قوة تدفق واد بشار بلغت 850 متر مكعب في الثانية إثر تهاطل كمية 101 ملمتر من الأمطار من يوم الأربعاء إلى الجمعة على الناحية. وسيبقى جهاز الوقاية بالتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة ساري العمل به ريثما تتحسن الظروف المناخية حسب نفس المسؤول.