أدت الأزمة المالية المتفاقمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم إلى ردود فعل قوية من جانب العديد من القيادات العالمية، السياسية والاقتصادية والدينية على السواء، وكلها يصب باتجاه إلقاء اللوم على النظام الرأسمالي، الذي وصفه البعض بأنه ''متوحش''. قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية إن ''العالم يشهد اليوم انهيار لإمبراطورية الأمريكية'' ، في إشارة إلى الأزمة المالية الحادة في العالم، مضيفاً أن ''ما نشهده من انهيار لأسواق المال العالمية وانهيار للنظم الاقتصادية ما هو إلا دليل واضح على حالة السخط التي تعيشها تلك الدول''. واعتبر هنية أن ما يجري هو نتاج ''اعتداء أمريكي'' على الفلسطينيين والصومال والعراق وأفغانستان وعلى المسلمين في دول العالم المختلفة، وهو ما ذهب إليه أيضاً، الزعيم الدرزي اللبناني، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط. فقد قال جنبلاط إن العاصفة المالية العالمية ستجتاح ثروات العالم العربي والعالم، كي يرتاح بعض من وصفهم ب''الكاوبوي'' في ''وول ستريت'' ويجوع العالمان العربي والإسلامي أكثر فأكثر. من جانبه، دعا رجل الدين اللبناني محمد حسين فضل الله العالم لإعادة النظر في أنظمته السياسية والاقتصادية مؤكداً أن الاستكبار العالمي هو المسؤول عن ''توحش الأنظمة'' التي باتت تحكم الإنسان إلى المستوى الذي لا يعود يتحكم هو بها مع كونها صنيعته وإبداعه، مشيراً إلى أن ما هو أكثر خطورة يتمثل من جهته حذر البابا في قداس ديني بالفاتيكان من أن الأزمة الراهنة هي نتاج''الثقافة المعاصرة ''، وقال بابا الفاتيكان في قداس بكنيسة القديس بولص: ''اليوم.. تفقد الدول، التي كانت غنية بإيمانها الوظائف فيها، هويتها بفعل التأثير المدمر والمؤذي لثقافة معاصرة بعينها.'' أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فدعا إلى ضرورة إحباط المخطط الأميركي الرامي لبدء مرحله جديدة من نهب الشعوب بهدف إنقاذ الاقتصاد الأمريكي، وأكد نجاد أن التجربة أظهرت أن القوى الكبرى لن تتخذ أي إجراء يخدم مصالح الشعوب، وأنها تسعى فقط لنهب الدول والإساءة إلى الشعوب، مشدداً على ضرورة وقوف الشعوب جنباً إلى جنب والسعي لبناء بلدانها، أما الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز فقد اتهم صندوق النقد الدولي بأنه وراء الأزمة الاقتصادية العالمية، ودعا إلى إنهاء الهيكلية النقدية العالمية فوراً، وتوقع شافيز أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية الأكثر تأثراً بهذه الأزمة المالية العالمية، لكنه أشار إلى أن دول العالم الثالث لن تكون بمنأى عن هذه الأزمة، ولن ينجو منها بسهولة. وأضاف الرئيس الفنزويلي أن العالم سوف يستفيد من نهاية النظام الرأسمالي المدعوم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن فشل النظام الرأسمالي.