أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أول أمس الثلاثاء دعمه رؤية الرئيس باراك أوباما بما في ذلك تأكيده على إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الكيان الصهيوني.وأثناء مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية، قال كارتر ''نحن مع اقتراح أوباما في خطابه بالقاهرة الذي ذكر فيه عدة أمور، أولاً كل نمو للمستوطنات يجب أن يوقف. ثانياً يجب أن نتشارك في القدس وحل لدولتين وأن هاتين الدولتين يجب أن تعيشا بسلام وتحترما بعضهما''. ودعَا الرئيس الأمريكي الأسبق كلا من فتح وحماس إلى ''وقف عمليات الاعتقال الجارية بينهما'' مكررا دعوته التي أطلقها -عندما وصل قطاع غزة اليوم- للفلسطينيين لتوحيد صفوفهم وجهودهم حتى يتمكنوا من إقامة دولة مستقلة لهم. كما دعا إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في قطاع غزة والضفة الغربية وتقديم من يثبت تورطهم في جرائم لمحاكمات مدنية. وكان كارتر قال أثناء جولة قصيرة عاين فيها آثار الدمار الناتج عن الحرب الصهيونية التي شنّها الكيان الصهيوني على القطاع قبل خمسة أشهر، ''إن طريق السلام وإعادة البناء وإنهاء المعاناة يمر عبر الوحدة الوطنية الفلسطينية''. وقال كارتر في المؤتمر الصحفي بغزة شعوري الأولي هو شعور بالحزن واليأس والغضب عندما أرى دماء الأبرياء التي سالت في جانفي (الماضي). وأشار إلى أن الكيان الصهيوني شنّ العديد من الهجمات مستخدمًا بعض الصواريخ المصنوعة في أمريكا، لافتاً إلى أنه شاهد تدمير المنازل والمصانع التي تنتج السلع وتدميراً للمقار السابقة لحماس. وذكر أنه عندما يعود إلى بلده سيقدم تقريراً للرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والمبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل الذي وصفه بأنه سيكون صانع السلام الرئيسي في المنطقة. من جانبه، أكد إسماعيل هنية موافقة حركة حماس على حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة دولة في حدود الرابع من جوان. وأوضح هنية ''أننا في الحكومة الفلسطينية إذا ما كان هناك مشروع حقيقي يهدف إلى حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران في العام 1967وبسيادة كاملة وحقوق كاملة نرحب بذلك وندفع باتجاه تحقيق هذا الحلم الوطني الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف''. وذكر أنه استمع -أثناء اللقاء- إلى كارتر عن قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وقضية الجندي الصهيوني الأسيرئفي غزة جلعاد شاليط، لافتاً إلى أن هذا الموضوع بحث أيضاً في لقاء جمع الرئيس الأمريكي الأسبق مع وفد من قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة أيضاً. وقال ''من ناحيتنا نشجّع التفاوض بهدف التوصل لصفقة تبادل مشرفة ونشجع إنهاء الملف على أساس سياسي مشرف بما فيها جهود كارتر''. وقبل لقائه رئيس الحكومة المقالة، زار كارتر عدة مناطق تم تدميرها في العدوان الصهيوني الأخير، كما اجتمع مع مسؤولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وممثلي المنظمات الفلسطينية غير الحكومية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع. من جهة ثانية كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوي، أمس الأربعاء، أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل طلب خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عودة الوفد الأمني المصري الذي غادر قطاع غزة منذ جوان 2007.وقالت المصادر في تصريحات لوكالة ''سما'' الفلسطينية: إنّ المسؤولين المصريين أخبروا مشعل بأن القاهرة تدرس بالفعل عودة الوفد لكنها ربطت ذلك بتوصل الفصائل الفلسطينية وخاصة حركتي فتح وحماس إلى اتفاق نهائي وتوقيعهم على هذا الاتفاق في الموعد المحدد له في السابع من جويلية المقبل، على أن تكون مهمة الوفد حال عودته مراقبة ما سيتم الاتفاق عليه''.