عبد العزيز بلخادم، ألح رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، على ضرورة إعطاء البعد الإنساني في العلاقات بين الجزائروفرنسا، من خلال تشجيع تنقل الأشخاص بأعداد كبيرة بين البلدين، موضحا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الحالية قد تفقد معناها إذا جردت من جانبها الإنساني، في إشارة ضمنية وقوية إلى التضييق المستمر الذي تمارسه السلطات الفرنسية على عملية تنقل الأشخاص من خلال قانون الهجرة الجديد، وإقدامها مؤخرا على طرد الآلاف من الجزائريين من أراضيها. وأوضح بلخادم خلال جلسة العمل الموسعة التي جمعت وفدي البلدين بقصر الحكومة الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، بأنه لا يمكن الحديث عن العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية الحالية دون التطرق للمبادلات الإنسانية التي اعتبرها أكثر من ضرورة في هذا الإطار، وأضاف قائلا '' لا يمكن الحديث عن العلاقات الاقتصادية والثقافية والجامعية دون أن تؤخذ في الحسبان المبادلات الإنسانية '' ، وحرص بلخادم على استعمال عبارة '' المبادلات الإنسانية '' بدل البشرية، في إشارة واضحة إلى قضية الهجرة ووضعية المهاجرين الجزائريين الذين يتعرض بعضهم للطرد القسري من الأراضي بعد تطبيق قانون الهجرة الجديد الذي صادق عليه البرلمان الأوروبي الأربعاء الماضي في ستراسبورغ . وبدا من تلميحات بلخادم التي تضمنتها كلمته أمام الوفد الفرنسي الذي يرأسه رئيس الوزراء فرنسوا فليون، أنها بمثابة رسائل مشفرة عن عدم رضا السلطات الجزائرية على القيود الكثيرة والمعقدة التي تفرضها الحكومة الفرنسية لمنح التأشيرات وتنظيم دخول وخروج الأشخاص من وإلى أراضيها خاصة بعد استحداث وزارة خاصة بالهجرة في أول حكومة يشكلها ساركوزي. وبالمقابل تطرح الجزائر مسألة دعم تنقل الأشخاص بين البلدين كدعامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية المتينة التي تربط البلدين. وعن المستوى الحالي للعلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط البلدين قال بلخادم إن قيمة المبادلات التجارية بلغت 9 ملا يير دولار، بحيث تعتبر فرنسا المورد الأول للجزائر وزبونها الخامس عالميا، وأعرب بلخادم عن أمله في أن تتجسد الحركية التجارية بنفس الكيفية على مستوى الاستثمارات الفرنسية بالجزائر خصوصا المنتجة منها، وأن يتم إعطاء نفس آخر لها من خلال مجلس أعمال المختلط الجزائري الفرنسي والغرفة الفرنسية الجزائرية للصناعة والتجارة. وبخوص الاتفاق المبرم بين البلدين في مجال الطاقة النووية تطرق بلخادم إلى طموح الجزائر في إطلاق برنامج واسع لتطوير الطاقة النووية المدنية والذي قال إنه يرتكز على عدة نقاط منها تعميق التعاون مع الدول التي تمتلك تكنولوجيا متطورة في هذا الخصوص. أما عن مسألة التكوين فقد قال بلخادم إن هناك العديد من المشاريع سيتم بعثها بهذا الخصوص مثل المدرسة العليا للتكنولوجيا والمدارس الكبرى للمهندسين. وفي سياق آخر وبخصوص مسار الاندماج المغاربي تأسف بلخادم لكون هذا المسار ظل مرتبطا بقضية الصحراء الغربية رغم الاتفاق الحاصل عند تأسيس الاتحاد المغاربي سنة 1989 بشأن فصل النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تبقى قضية تصفية استعمار عن مسار الاندماج المغاربي.