وجّه مدير إحدى المتوسطات في ساحة أول ماي بالعاصمة بحر الأسبوع المنصرم دعوة لجميع أولياء تلاميذ السنة الأولى لحضور اجتماع طارئ، دعوة جعلت العديد منهم يضطر للتغيب عن عمله ظهر يوم الاثنين خاصة وأنها احتوت عبارة ''الأمر طارئ والحضور ضروري''، حيث أجمع الحضور بعد انتهاء الاجتماع على ضرورة وضع حدّ لظاهرة العنف والانحراف بين تلاميذ المتوسطات التي كادت هذه المرة أن تودي بحياة إحدى التلميذات على يد زميلها بالقسم. إذا كان الخبر الذي صنع حدث الصفحات الأولى لمعظم الجرائد الوطنية منذ أيام قليلة والمتعلق بوفاة أستاذ جامعي من ولاية مستغانم متأثرا ب 30 طعنة تلقاها على يد طالب لديه، والواقعة التي اهتز لها الحرم الجامعي لجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين السنة الماضية إثر تعرض إحدى الطالبات للقتل من طرف زميل لها، على قدر فظاعتها وبشاعتها كما قال مدير إحدى أعرق المتوسطات بالعاصمة، تعد أقرب إلى أن يتقبلها العقل مقارنة مع الجريمة التي كادت مؤسسته التربوية أن تكون مسرحا لها ومرتكبها تلميذ صغير أتم منذ أشهر قليلة الحادية عشر من عمره. لم يتقبل رفضها له... ثار مدير هذه المتوسطة ضد الأولياء غير مستثن في خطابه أحدا موجها لهم عبارات وكلمات أشعرت الحضور أنهم في حضرة وكيل جمهورية يحاول تحميل والد المتهم القاصر كل الذنب، فعبر أحد الأولياء عن سخطه ليتراجع ويطلب العفو من المدير بعدما توضحت الصورة لدى الجميع عن سبب الاجتماع المستعجل والذي وجه لأولياء تلاميذ السنة الأولى دون غيرهم من بقية التلاميذ، وتعلق الأمر بتحذيرهم لدرجة الخطر المحدق بأبنائهم حتى داخل المؤسسة التربوية التي تحول دورها حسب مديرها إلى هيئة لفرض الانضباط والاحترام ومعاقبة المنحرفين، بدل أن تؤدي مهمته الأولى والأساسية في تلقين العلم. قص المدير على أولياء التلاميذ ما حدث بداية الأسبوع المنصرم بأحد أقسام السنة الأولى، فقد تعرضت إحدى التلميذات للتهديد باستعمال السكين من طرف أحد زملائها بعدما كانت قد ردت على تحرشه بها وطلبه منها أن يكونا صديقين حميمين بطريقة لم ترق له ولم يتقبل فكرة رفضها له. الفتاة التي لم يتجاوز سنها 12 سنة لم تخبر أحدا بالعنف المعنوي الذي كان يمارسه زميلها عليها منذ بداية السنة الدراسية أي منذ شهرين ظنا منها أنه لن ينفذ تهديداته لها لتشويه وجهها، لتفاجأ بداية الأسبوع الماضي بزميلها ذاك وهو يخرج سكينا من نوع (كلانداري) من جيبه طالبا منها أن توافق على مرافقته بعد الخروج من المدرسة إلى الحديقة العمومية المجاورة، ومع إصرارها على الرفض حاول طعنها على مستوى الصدر إلا أنها كانت سريعة في الإفلات من قبضته والتوجه مباشرة إلى مكتب المدير لإطلاعه على الأمر، والذي تحرك بدوره بسرعة وقام على إثرها بالاستحواذ على السكين وتوجيه استدعاء لذوي أمر الطفل قبل عرضه على المجلس التأديبي الذي قرر منحه فرصة للاستقامة قبل طرده في حال ارتكابه أي خطإ آخر. جمعية أولياء التلاميذ تدعو لمواجهة الظاهرة ما وقع في هذه المتوسطة ربما تكرر في مؤسسات غيرها وربما كانت نتائجه غير محمودة، قال أعضاء جمعية أولياء التلاميذ. وأوضح ممثل عن الجمعية في لقاء جمعه ب (الحوار) أن مجلس الجمعية المنعقد مؤخرا قرر اتخاذ كل التدابير اللازمة للوقوف في وجه الظاهرة انطلاقا من توجيه طلب لمديرية التربية لتدعيم المتوسطة بمراقبين جدد للمساهمة في عملية التفتيش الإجباري لمحافظ التلاميذ قبل كل دخول، وفي جميع الفترات وصولا إلى طلب تدخل قسم الشرطة لتكثيف الرقابة على طول الشارع الذي تتواجد فيه المدرسة خاصة وأنّ الحي يضم 7 مؤسسات تربوية بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية تلاميذها مهددون بخطر الانحراف والوقوع في شرك شبكات ترويج المخدرات التي تتخذ من المدارس سوقا واسعا تصرف فيه العقاقير والحبوب المهلوسة.