شكلت قصة الطفلة جمري دعاء البالغة من العمر 7 أشهر مع المرض المتمثل في وجود ورم كبير في رأسها وتشوهات في شاربها العلوي، معاناة حقيقية لعائلتها القاطنة ببلدية الشلال بالمسيلة، ومشهدا مأساويا تحول إلى هاجس يومي يطارد ذويها الذين لم يجدوا حلا له سوى الرحلات المكوكية بين الأطباء والمستشفيات، لكن كمن يطارد عودا من دخان. رحلة ألم مع هذا الورم على اعتبار، يقول أب الطفلة إلياس من مواليد 1967، أن ظروفه الاجتماعية ومدخوله المحدود بل المعدوم حال دون التوصل إلى حل يخلّص ابنته الصغيرة من ورم نشأ معها، أي منذ ولادتها، ومما زاد في خطورة الوضع هو حجم هذا الورم كما تبيّن الصورة، إضافة إلى التشوهات البادية على فمها وبالأحرى شاربها العلوي، ونتيجة لذلك تحولت -يضيف المعني- حياة أسرته إلى مأساة يومية وقلق يطارد الأم والأهل معا، ولم يجد من طريقة يخفف بها معاناة صغيرته سوى الرحلات المتكررة بين المستشفيات والأطباء، خاصة في اتجاه العاصمة، حيث هناك أجريت لها العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية، التي كانت في كل مرة تنتهي إلى قناعة مفادها أن "دعاء" تحتاج إلى عملية جراحية استعجالية، لعل الله - يضيف المعني- يخلصها من هذا المرض الغريب. محاذير أطباء التخدير حالت دون العملية الجراحية رغم القناعة التي آلت إليها جميع التحاليل والفحوصات الطبية التي أشرف عليها أساتذة مختصون والتي توقفت عند الاتفاق النهائي والذي يقضي بإخضاع هذه الأخيرة لعملية جراحية، إلا أن أطباء مصلحة التخدير رفضوا ذلك -على حد قول والد الطفلة دعاء- والأسباب -حسبه- تعود لاعتبارات السن. وأمام هذه المحاذير، ازدادت معاناة الأب وزوجته وازدياد حجم الورم وتضاعفت آلام الطفلة، التي قال أبوها إن بعض الأطباء أكدوا له بأنها ستموت عندما يبلغ عمرها 4 أشهر لكن شاءت العناية الإلهية أن تستمر حياة دعاء، رغم العناء والمعاناة. المتحدث أوضح في هذا السياق، أن وزن ابنته المصابة صار يتناقص أمام تزايد وزن وحجم الورم المشار إليه سلفا. وتبعا لما أكده المعني، فإن نفقات التنقل إلى المستشفيات والعيادات الطبية والوصفات أرهقت كاهله وصار أمام هذا الوضع الاجتماعي الصعب غير قادر على الاستمرار في رحلاته الطبية طمعا في شفاء صغيرته، خاصة وأن المحطة الأخيرة لها مع الأطباء تؤكد إلزامية العملية الجراحية الاستعجالية. هل يكررها ولد عباس مع دعاء؟ ونتيجة لذلك، ناشد أبو دعاء وزير التشغيل والتضامن الاجتماعي التدخل وإيجاد حل يقضي بالتكفل بحالة ابنته التي صارت تتعذب أمامه كل لحظة، ولم يجد ما يرد به على أنينها وعذاباتها سوى الدعاء إلى الله لكي يفرج عنه وعن "دعاء" الصغيرة.. وفي انتظار ذلك، يبقى أمل عائلة جمري بالشلال إلى حين. الطيب بوداود