»هي أمانة بين يدي، ويجب أن أحافظ عليها، أن أبحث عن أي طريقة تمكنني من مساعدتها...«، بهذه العبارات تحدث الوالد الشاب الذي لم يتجاوز عمره بعد العقد الرابع للشروق عن »رحاب« ذات العام والنصف من العمر والتي تعاني من مرض نادر وخطير جعلها حبيسة بلا حراك وتواجه آلاما حادة ونوبات تدخلها في حالة غيبوبة لا يجد معها والداها إلا الجري واللهث وراء الطبيب المتكفل بها على مستوى المستشفى الجامعي بتلمسان. الطفلة رحاب، التي تعاني من مرض spinabifida ومرض آخر يدعى hydorocephalie ، جعل منها طفلة عاجزة ومعوقة 100٪، إمكانات علاجها تبقى قائمة كما أشار إلى ذلك والدها الذي لم ينكر التكفل التام الذي حظيت به من قبل البروفيسور بن علال بمستشفى تلمسان، غير أن ذلك لم يعد يكفي رغم العمليات الجراحية التي أجرتها الطفلة على مستوى الظهر، خاصة وأن هذا المرض الذي تعاني منه رحاب هو عبارة عن تشكل للأعصاب على مستوى الظهر في شكل ورم، بالإضافة إلى وجود سائل مائي على مستوى الرأس دفع بالأطباء إلى وضع أنابيب لها في الجهة اليمنى واليسرى للرأس من أجل تسرب ذلك السائل المائي الذي يتسبب في وجوده الورم على مستوى الظهر. »الشروق اليومي«، من جهتها، اتصلت ببعض العاملين بمستشفى تلمسان حول طبيعة المرض الذي أكدوا بشأنه بأنه من الأمراض النادرة والخطيرة، لكن إمكانية علاجها قائمة، وهو الأمل الوحيد الذي يبقى يعانق عائلة رحاب ذات الوجه الملائكي والتي أصيبت أيضا بكسر على مستوى ضلعين أثناء الولادة، بالإضافة إلى كونها تجد صعوبة في التنفس. كل هذا جعل الأب بوتشيش، العامل بمحطة بنزين، والقاطن بحي أوزيدان بتلمسان، يلجأ إلى الجرائد علّه يجد من المحسنين من يساعده أو وزارة التضامن التي سبق لها وأن تكفلت بالعديد من الحالات من أجل إنقاذها. فكل ما يريده والد رحاب هو التكفل بها في أحد المستشفيات خارج الوطن وإجراء عملية بأشعة الليزر، حيث أكد السيد بوتشيش بأن هذه الأشعة من الممكن أن تنقذ ابنته من الموت وتخفف من الآلام التي تعاني منها، وذلك من خلال شق ظهرها وتذويب ذلك السائل المائي بأشعة الليزر. لا يريد أي شيء فقط مساعدة رحاب الطفلة على الأقل من أجل اقتناء كرسي متحرك خاص بحالتها، وهو كرسي مرتفع الثمن يتجاوز مبلغ 30 مليون دج، الأمر الذي عجز عن تحقيقه أب رحاب بحكم مهنته التي يتقاضى منها أجرة بالكاد تكفيه لشراء الدواء وقضاء حاجيات المنزل. هي رحاب إذن تنتظر وتترقب بنظرات بريئة من يعيد الابتسامة إلى شفتيها. ع. بوشريف