تمخض المؤتمر الذي تم انعقاده بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي تحت إشراف المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية بحضور عدد من خبراء الحركات الإسلامية وقيادات أمنية سابقة على غرار مشاركة الجزائريين، عن توحد فكرة مفادها أن ''التنظيمات الإرهابية أضحت اليوم كأسراب شاردة أو مجموعات نائمة يمكن أن تستيقظ فجأة في أي دولة لتوجيه ضربات انتحارية مع أول بادرة لعودة شبكة اتصالات التنظيم". ونقلت صحيفة ''المصري اليوم'' المصرية المستقلة عن الحضور عن احتمال أن يكون التنظيم الإرهابي يستعد لتنفيذ عدد من العمليات الكبرى في أوروبا وأمريكا أو دول بعينها في الشرق الأوسط. وأكد المشاركون أن خطر ''الإرهاب'' لايزال قائما وأن العامل المشترك بين العمليات ''الإرهابية'' الأخيرة للقاعدة هو استهداف بلاد المسلمين بما في ذلك البلاد التي سبق أن وفرت لهذه التنظيمات الملاذ الآمن، مثل باكستان وأفغانستان والعراق، وبالتالي لم تعد هناك دول عربية أو إسلامية في منأى عن هجمات القاعدة التي اتسمت في المرحلة الأخيرة بالعشوائية، ولا أحد يستطيع أن يتوقع متى وأين سيكون الهجوم التالي، حسب ما جاء على لسان المشاركين في هذا المؤتمر. وفي ذات السياق عبر عمار جفال، مدير وحدة البحوث والدراسات في العلاقات الدولية بالجزائر، أن هناك حركات إسلامية عديدة ارتبطت بالتنظيم الإرهابي والتقت على فكرة محاربة العدو المشترك البعيد، وضرب مثالا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تعد الفصيلة الأبرز لوجود الإرهاب في الجزائر المنشق عن الجماعة الإسلامية المسلحة الأم والتي عرفت، حسب وصف جفال، بوحشية نادرة في تاريخ الحركات المتطرفة التي كانت سببا مباشرا في الانشقاقات المتتالية في صفوفها. ووصف اللواء سراج الروبي، الخبير الدولي نائب رئيس منظمة الانتربول المصري السابق، التنظيمات الإرهابية بالثبات والديمومة فيما يتعلق برأس التنظيم، وإن اختفى في الفترة الأخيرة عن الإعلام، ولكن هذا لا يعنى ''التحول'' أو حتى الاتجاه لتغيير القيادة. وتابع الروبي ''إن هذه الحركات تؤكد وجود معدين ومنفذين ومفكرين وممولين، وبالتالي فإن الروابط ممتدة بين كثير من الحركات الإسلامية المنتشرة في العالم". وقال ضياء رشون الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: ''لدينا مشكلة في تاريخ نشأة الحركة وفي توصيفها الذي يبدو غير صحيح في مرات كثيرة وتترتب عليه سياسات كارثية وبالتالي تغيب عنه الحلول المنطقية وتعاني السياسة الأمريكية من جراء ذلك معاناة شديدة".