حذر خبراء عرب في الحركات الإسلامية وقيادات أمنية سابقة من احتمال استيقاظ جماعات نائمة من تنظيم القاعدة في أي دولة، وتوجيهها ضربات انتحارية في حال عودة الاتصال بين شبكات تنظيم القاعدة في دول العالم. واتفق الخبراء المجتمعون، أمس، في المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالقاهرة لدراسة توجهات تنظيم القاعدة ومخاطره المستقبلية على المستوى الإقليمي والدولي على إمكانية صحة التحليلات المتعلقة بتحول تنظيم القاعدة إلى خلايا نائمة، وأن هذا التنظيم أضحى شبكة واسعة تضم عددا من التنظيمات المحلية، تنشط في بلدان إسلامية وعربية بشكل مستقل في التوجهات والأهداف. وأكد الخبراء نقلا عن مصادر إعلامية مصرية، أن خطر الإرهاب لايزال مستمرا، بل وأيضا يتجه نحو التصاعد، خاصة في الدول العربية والإسلامية وحتى تلك التي شكلت ملاذا آمنا للإرهابيين، ولم يستثن الخبراء في تحذيراتهم باقي دول العالم من أوروبا وأمريكا، كما لم يستبعدوا احتمال قيام التنظيم بعمليات إرهابية عشوائية على غرار ما حدث مؤخرا، واتفقوا على أنه لا أحد يستطيع توقع متى وأين سيكون الهجوم التالي. وفي السياق ذاته، أكد اللواء سراج الروبي، الخبير الدولي، نائب رئيس منظمة "الإنتربول" المصري السابق أن حركات تنظيم القاعدة تؤكد وجود معدين ومنفذين ومفكرين وممولين، ووجود روابط ممتدة بين كثير من الحركات الإسلامية المنتشرة في العالم، مضيفا أن التنظيم أضحى يتسم بالثبات والديمومة فيما يتعلق برأس التنظيم. وبالمقابل، اعتبر ضياء رشوان، باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الحديث عن القاعدة يتميز بالمبالغة وعدم الواقعية، بالإضافة إلى المشكلة المتعلقة بتاريخ نشأة الحركة وفي توصيفها، والذي قال إنه يؤدي غالبا إلى سياسات كارثية كتلك التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية، مرجحا أن يكون التنظيم قد ظهر حقيقة في 2001. من جهته، قال الدكتور عمار جيفال، مدير مخبر البحوث والدراسات في العلاقات الدولية بالجزائر، إن الانشقاقات المتتالية في صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال سببها الوحشية النادرة في تاريخ الحركات المتطرفة والتي استلهمت من الجماعة الإسلامية المسلحة الأم. وختم الخبراء لقاءهم بالتأكيد على ضرورة التعاون الدولي والتنسيق في مكافحة الإرهاب على كل المستويات تحت لواء الأممالمتحدة، واستحسن اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الإرهاب بمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية الكبرى وتلك التي عانت من الإرهاب. كما دعا الخبراء العرب إلى إنشاء مركز أو هيئة إقليمية لمكافحة الإرهاب وحل الصراعات الإقليمية حتى لا تكون ذريعة للأعمال الإرهابية.