أوضح أمس وزير المجاهدين محمد شريف عباس أن ملف المجاهدين المزيفين قد أغلق تماما على مستوى وزارته، وقد تم اتخاذ الإجراءات المناسبة في حق من زوروا الوثائق، وأن هذه القضية ومسألة عدد المجاهدين لم يبق لهما مجال للحديث الا عند الذين وجدوا فيهما مادة دسمة لأقلامهم، مبينا في موضوع آخر ان شوكة تبقى في حلق العلاقات الجزائرية الفرنسية إن لم تتحل باريس بالشجاعة وتعترف رسميا بجرائمها المرتكبة في الجزائر. وقال شريف عباس لدى نزوله ضيفا على حصة ''تحولات'' للقناة الإذاعية الأولى إن الحملات المتواصلة بخصوص عدد المجاهدين والشهداء في الجزائر طبيعي كون أي عمل إيجابي سيتعرض لمحاولات النهب والانتقاص، على عكس العمل السلبي، مضيفا أن هذه الحملات تأتي من أشخاص ضيعوا فرصة المشاركة في الثورة، بالرغم من ان الظروف كانت تسمح لهم بذلك، لذلك فهم يعمدون دوما إلى الاستخفاف بمن شاركوا في الثورة على حد ما قال وزير المجاهدين الذي بين أن فرنسا نفسها تعلم أن عدد الشهداء في الجزائر يعد بالملايين وليس 5,1 مليون فقط، مبينا ان وزارته ردت في كل مرة على أي احد حاول الانتقاص من المجاهدين أو الشهداء. واعتبر الوزير ان هؤلاء الأشخاص يحاولون استغلال هذه القضايا كمادة دسمة نظرا لحساسيتها وإثارتها وسط المواطنين، لذلك فإن مسالة الحفاظ على مبادئ الثورة ونقل رسائلها إلى جيل اليوم هي مسؤولية الجميع، بالرغم من المجهودات التي تبذلها الوزارة من خلال طبعها في المدة الأخيرة 300 كتاب متعلق بالثورة والحركة والوطنية، وكذا استعدادها للتكفل بطبع بحوث كل من يكتب في هذا المجال، حسبما قال شريف عباس الذي رفض في الوقت ذاته اللوم الذي يساق في حق من صنعوا الثورة لتخاذلهم في زرع مبادئ أول نوفمبر وسط الشباب، كون هؤلاء لا يستطيعون إفهام المواطنين بالأدلة والبراهين مبادئ الثورة وقيمها، لأن كلامهم في الغالب يكون موقفا حماسيا فقط، على عكس المؤرخ الذي يكون حديثه دقيقا ومركزا. وبخصوص قضية المجاهدين المزيفين، أفاد الوزير أن هذا الملف قد أغلق تماما على مستوى مصالحه، وقد قامت هذه الأخيرة باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق من قام بتزوير الوثائق عن طريق إسقاط شهادة المشاركة في الثورة عنه، وكذا إلزامه بإرجاع الأموال التي أخذها من خزينة الدولة، موضحا أن العملية تمت بناء على تحقيقات أجريت على مستوى البلديات والدوائر، ونافيا أن يكون عدد المجاهدين المزيفين بتلك الضخامة التي يروج لها، مجددا استعداد مصالحه لفتح أي تحقيق في الموضوع إذا قدم لها ملف مبرر، وليس مجرد ادعاءات باطلة. ولدى تطرقه إلى مسألة العلاقات بين الجزائروفرنسا، بين وزير المجاهدين ان شوكة تبقى في حلقة هذه العلاقات مادامت باريس لم تعترف إلى حد اليوم بما اقترفته من جرائم في حق الجزائريين، مضيفا ان الجزائر عبرت في أكثر من مرة عن مطالبتها بهذا الاعتراف، أما فيما يخص مسألة الأرشيف الموجود لدى باريس فقال الوزير ان الذي نهبته لدى دخولها الجزائر هو حق عليها تسليمه لنا، في حين يبقى ذلك الممتد من 1830 إلى 1962 محل نقاش وتحاور لاتفاق حول كيفية استفادة مؤرخينا منه لأن لهم الحق في أن يطلعوا عليه مثلما يطلع عليه المؤرخون الفرنسيون. ويشار إلى انه من بين ما تطرق إليه الوزير في حديثه هو الترجمة غير السليمة لبيان أول نوفمبر، حيث قال إن الترجمة إلى العربية تحمل بعض الأخطاء.