اظهر استطلاع للرأي أجرته ''لوجورنال دو ديمانش'' الفرنسية أن باريس لا تزال محكومة بالأفكار المسبقة العنصرية، رغم قبولها التعددية،وإمكانية وصول رئيس أصوله غير أوروبية، إلا أنها ترغب في أن لا يكون من أصل عربي. وكشف استطلاع الرأي الذي أجرته الجريدة المذكورة آنفا ،وكان سؤاله «هل أغلبية الفرنسيين مستعدة لانتخاب رئيس للجمهورية لون بشرته مختلف عن لون بشرة معظم الفرنسيين؟ » أن الفرنسيين يفضلون رئيسا أسود أولا وآسيويا ثانيا . في حين أن قبولهم برئيس من العرب يأتي في الاختيار الثالث رغم ضخامة عدد الجالية العربية خاصة المغاربية منها المقيمة في فرنسا،وموضحا أن قبولهم برئيس من هذه الأصول يكون إلا إذا خيروا في الانتخابات الرئاسية بين هؤلاء الثلاثة ، أي انه لا يوجد بين المترشحين رئيس من أصول أوروبية وبشرته مشابهة لبشرتهم . وارجع المصدر ذاته سبب رفض الفرنسيين لرئيس عربي عليهم إلى ماضي باريس في الجزائر ، ما يعني أن الفرنسيين لازالوا لحد اللحظة يفتقدون للشجاعة لكي يعترفوا بماضيهم المخزي في الجزائر ،كما اعتبر المصدر ذاته أن سبب هذا الرفض هو نتيجة لانعكاسات أزمة ضواحي المدن الكبرى التي اندلعت قبل نحو سنتين حينما وصف الرئيس ساركوزي الذي كان وقتها وزيرا للداخلية أبناء هذه المناطق بالحثالة ، إضافة إلى انتشار الاسلاموفوبيا بشكل وسط المجتمع الفرنسي. وبين الاستطلاع ذاته أن قناعات حزب ساركوزي الحالكم تتنافى مع دعاويه لإقامة اتحادا للمتوسط وتقاربا بين شعوبه ،حيث بين سبر الآراء المذكور أن 56 في المائة من مناصري حزب الغالبية الشعبية اليميني الحاكم يرفضون انتخاب مرشح من أصل مغاربي، في حين يعارضه 24 في المائة من الاشتراكيين و28 في المائة من تيار الوسط. وفي الإطار ذاته ،وبعد الضجة التي أحدثها فوز باراك اوباما في أوساط المهاجرين بفرنسا بسبب تواصل عمليات التمييز العنصري بين المواطنين الفرنسيين على خلاف ما يتكلم عنه المسؤولون من مساواة في الحقوق والواجبات ، فقد سارع نيكولا ساركوزي إلى تحديد موعد يوم غد الأحد للالتقاء مع أعضاء المجلس التمثيلي لجمعيات السود في فرنسا قصد الاستماع إلى تظلماتهم ومطالبهم.