كثيرا ماتنتهي السهرات الحمراء التي تجمع فيها المخدرات والكحول الأصدقاء بجرائم وحشية يندى لها الجبين ويعجز اللسان على وصفها لشدة بشاعتها، وهو ماحدث بإحدى الشقق بضواحي حيدرة بالعاصمة أين تم القبض على متهمين نكلا بصديقهما وأضرما النار في منزله لإخفاء الجريمة الوحشية بعد ليل طويل قضوه في احتساء الكحول وتعاطي السموم ليجدا أنفسهما أمام جنايات العاصمة التي أدانتهما في نهاية المحاكمة بعقوبة الإعدام. حيثيات القضية تعود إلى 25 جوان 2002 إثر تواجد دورية لعناصر الأمن بنهج سعيد حمدين بمحاذاة بلدية حيدرة، لفت انتباههم تواجد سيارة مطافئ متوقفة أسفل العمارة الكائنة برقم 05 كانوا منهمكين في إخماد النيران المشتعلة داخل شقة واقعة بالطابق الأول، ولما دخلوا إلى المعاينة وحاولوا معرفة أسباب الحريق عثروا على ساطور ملطخ بالدماء، هناك راودتهم شكوك بوقوع جريمة، وبعد الأبحاث عثروا على جثة مشوهة ثبت فيما بعد أنها للضحية (ك. طارق) أما الشقة فهي ملك للمتهم (و. أحمد) وعلى إثر التحقيق الذي قامت به عناصر الشرطة القضائية تم إيقاف المتهمين، وهما المدعو (ح. سمير) الذي اعترف بصفة تلقائية بالأفعال المنسوبة إليه، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يقم بقتل الضحية، بل إن ياسين هو المدبر والفاعل الرئيسي، مشيرا إلى أنه بتاريخ 24 جوان 2002 كان بالشقة، وقد أرغمه (ب. ياسين) على ممارسة الشذوذ الجنسي معه ثم شرع في تعاطي بعض السجائر المعبأة بالمخدرات، وعلى الساعة السابعة مساء سمع طرقا على الباب فدخل الضحية الذي عرفه به (ب. ياسين) يدعى طارق الذي أحضر معه زجاجات من الخمر تناولوها حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم دخل الضحية إلى قاعة الاستقبال متأثرا من شدة تناوله الأقراص ففاجأه (ب. ياسين) من الخلف ووجه له عدة طعنات بواسطة ساطور أصابه على الرأس والبطن، ثم قام بتكبيل الجثة ووضعها داخل البطانية ونقلها إلى غرفة الحمام ثم قام بوضعها داخل الحوض، ثم أحضروا كمية من البنزين ليتم رشها وأضرما النار فيها، أما المتهم (و. أحمد) فقد اعترف في محضر استجوابه عند الحضور الأول بأنه يوم الوقائع كان مع (ب. ياسين) في شقته، إلى أن تفاجأا بالمدعو طارق وقد تناولوا جميعا المخدرات والأقراص المهلوسة والخمر، وقد شاهد المدعو (ب. ياسين) يحمل ساطورا ويتجه نحو الضحية الذي كان بقاعة الاستقبال، ووجه له ضربة من الخلف ثم أخرى على مستوى رقبته ثم واصل بعدها ياسين يضرب الضحية على مستوى وسط جسمه وانتزع منه أغراضه الشخصية ثم خرجوا جميعا، وقام هو بقيادة السيارة وذهبوا إلى محطة البنزين أين اشتروا 5 لترات بنزين ثم أشعلوا النار، أما المتهم (ب. ياسين) فقد صرح في محضر استجوابه أن الضحية سلمه مفاتيح سيارته ومبلغا ماليا يقدر ب 3 آلاف دينار للسهر خارج البيت وتمكينه من البقاء مع المتهم الأول بمفردهما، وعند عودته في الصباح شاهد الدخان ينبعث من الشقة وعندما دخل لاحظ بركا من الدماء وسكينا وشاقورا مرميا عند مدخل البيت، وعندما قدم رجال الأمن وجدت جثة ميتة داخل الشقة فهرب إلى وهران ثم إلى تلمسان مستعملا رخصة سياقة الضحية. المتهمون أنكروا خلال المحاكمة الأقوال، أما ممثل الحق العام فقد التمس عقوبة الإعدام وهو الحكم الذي أيدته محكمة الجنايات وعاقبت به المتهمين.