لا يوجد ما يضاهي لدى المرأة ليلة الزفاف أو ''التصديرة ''كما يطلق عليها، لذا تجد الفتيات المقبلات على الزواج شديدات الحرص على اختيار أجمل وأرقى أنواع الملابس التي سيترتدينها في هذا اليوم المميز وتتسابقن للإنفراد بآخر الموديلات حتى بالنسبة للأزياء التقليدية التي تأثرت هي الأخرى بإضفاء اللمسة العصرية مواكبة للتطورات الحاصلة على مستوى كبريات دور الأزياء العالمية. وتصميمات ونماذج الخيّاطات المحليات بالجزائر اللواتي أبدعت أناملهن محولات أبسط أنواع القماش إلى تحف تخطف بها العرائس الأضواء ، كما هو شأن تصاميم السيدة ''جباري فايزة''. أطلقت مصممة الأزياء الجزائرية ''جباري تالاأوبريد فايزة'' صاحبة محل'' الأزياء الراقية حفصة'' تشكيلتها الجديدة من الأزياء التقليدية لعرائس صيف 2008 نهاية الأسبوع الفارط بعرضها مجموعتها الكاملة لهذا الموسم المتكونة من 76 زي تقليدي نافس كل واحد فيها الآخر من الناحية الجمالية بقاعة الحفلات ( les crêtes) بدرارية في عرض للأزياء أشرفت على تنظيمه مجلة ''صحة ونصيحة '' النسائية، التي تهتم بعالم المرأة وصحتها، للمرة الثانية على التوالي. ------------------------------------------------------------------------ الأبيض اللبني سيد التشكيلة ------------------------------------------------------------------------ اختارت صاحبة العرض ترتيبا خاصا لألوان الملابس التي عرضتها العارضات الشابات بطريقة جد رائعة حيث استهلت الأمسية بالأبيض اللبني للمجموعة الأولى التي احتوت الكاراكو العاصمي، السروال العاصمي بكل أنواعه العريض، الضيق، المزين بالطيات العريضة و الضيقة ، مع إضفاء اللمسة اللبنانية على هذا النوع من السروال تماشيا مع ما يعرض حاليا بدور الأزياء اللبنانية من سروايل من نوع '' ألف ليلة وليلة''. أما بقية الألوان الأخرى فكان لها نصيبها في القصات والتفصيلات التقليدية التي مزجت السيدة ''جباري'' بينها وبين العصري في حلّة فريدة من نوعها أخرجت من خلالها التقاليد المحلية إلى العالمي، كما هو شأن القندورة العنابية، حيث تفننت'' فايزة'' في صبغها بألوان الصيف الزاهية وكسر حاجزها اللوني العنابي الأسود الذي اعتادت عليه العنابيات، إضافة إلى إدخال خيوط الطرز الملونة على هذا النوع من الأزياء. أما الجبة القبائلية راسخة الشكل والإكسسوارات والفوطة الحمراء فقد أضفت عليها اللمسة المغربية، محافظة في أن واحد على اللون الأبيض للجبة المقدس لدى العروس القبائلية، وعلى الأشكال الأمازيغية بالنسبة لتلك المزينة بتقنية الرسم على الحرير، واتبعت المصممة طريقة تصميم القفطان المغربي بالنسبة للجبة القبائلية مع تزيينها برسومات و أشكال أمازيغية مركزة على القصة العريضة في نهاية الأكمام الدارجة منذ السنة الماضية. ------------------------------------------------------------------------ القفطان المغربي المرصع موضة هذا العام ------------------------------------------------------------------------ يبدو أن إصرار السيدة ''جباري'' على صبغ كل تشكيلتها بالصبغة المغربية بطريقة أو بأخرى حسب ما يمكن إدراجه لينال إعجاب الجزائريات المتطلعات إلى الأشكال العالمية مع الحفاظ في نفس الوقت على التقاليد. الأحمر، الأحمر الآجوري، الأخضر، الأزرق، البني، البنفسجي، والأسود، كل هذه الألوان كان لها الحظ في التألق وسط موديلات عصرية للقفطان المغربي، الذي كسر قواعده التقليدية بالاتجاه نحو الترصيع بالسمسم والأحجار الملونة، متحلية بأشكال جد بديعة طرزت بالخيوط الحريرية الرفيعة ذات اللون الذهبي والفضي. وما أذهل جمهور الفتيات اللواتي حضرن العرض، القفطان الملكي الأبيض اللون وما زاده جمالا ، حمل العارضة التي كانت ترتديه داخل '' العمارية'' من طرف أربع شبان ارتدوا بدورهم اللباس التقليدي العاصمي ، وللإشارة تعد '' العمارية'' نوع من الأرائك الخاصة التي تصنع خصيصا لحمل العروس ليلة زفافها في بعض المناطق المغربية. ما زاد في إصرار الكثير من المقبلات على الزواج إدخال هذه العادة على حفلات زفافهن، فكل من رأى الموكب وهو يدخل قاعة العرض خيل له وكأنه يشاهد إحدى الملكات المغربية أو ملكات قصص ألف ليلة وليلة. ------------------------------------------------------------------------ للفستان الأبيض مكانته المحفوظة ------------------------------------------------------------------------ وككل عروض الأزياء حافظت مصممة الأزياء الجزائرية'' جباري'' على مكانة الفستان الأبيض للعروس، رمز العفة والطهارة فقد تلا عرض أطقم الحنة المكونة من الجبة الخفيفة و البينوار المطرز بالخيوط الحريرية بألوانه المعتادة، الأبيض والذهبي والوردي، اختتم العرض بمجموعة رائعة من الفساتين البيضاء لعل أجملها ذلك الذي خرج عن المألوف حيث تشكل من ثلاث قطع رئيسية هي القطعة العلوية '' المخصر''(corset) والتنورة على شكل سمكة بنهاية طويلة متدلية، ووشاح من قماش التول.