ارجع محمد بن رضوان عضو بجمعية الاميرعبد القادر مشكلة الشباب الجزائري الذي اصبح يتنافس على بوابات السفارات الاوربية و قوارب الهجرة السرية إلى افتقاده للنظرة الواضحة والمعززة للمرجعية التاريخية في مختلف المجالات الثقافية و السياسية والاقتصادية .. وأوضح بن رضوان خلال مداخلته ضمن الندوة التاريخية التي نظمتها ''جمعية الاميرعبد القادر'' بمنتدى المجاهد صباح امس أن وجود الأمير في تاريخ المقاومة الجزائرية لم يكن صدفة، وإنما كان واحدا من بين عشرات القادة والزعماء الجزائريين من يوغرطا وماسينيسا إلى بوعمامة والمقراني الى العربي بن مهيدي و مصطفى بن بولعيد .. وعليه يضيف ذات المتحدث فان الحديث عن الأمير ضمن هدا اللقاء ليس مجرد استعراض لمسيرته النضالية والسياسية بقدر ما هو تسليط للاضواء على كل ما يجري حولنا عبر العالم، وتأكيد على ضرورة المشاركة ضمن معترك الأحداث التي نعيشها وأن لا نكتفي بمجرد تجرع عواقب الازمة العالمية، ونحن حفدة الاميرعبد القادرالذي تميزت مقاومته بتاسيس دولة عربية اسلامية في وقت كان فيه الحديث عن تاسيس قبيلة ضرب من الاستحالة. وأشار المحاضر في مداخلته إلى أن مقاومة الأمير سارت جنبا إلى جنب مع مشروع تاسيس دولة جزائرية اوحت بها اليه نظرته السياسية الثاقبة و التي لم ترتكز يوما على مستوى ثقافي او اكاديمي عالي و انما على روح قومية مؤمنة بان المقاومة هي ظرف لا يمكن أن يزول بسبب تباين مستوى القوى ولكن تاسيس الدولة ظ باق لا محالة. ليخلص المتحدث الى توضيح أن الأمير كان ولا زال رمزا تاريخيا ونضاليا لكل الشباب الجزائرين الذين اعتبرهم ضحية لجيل سبقهم اهمل كتابة تاريخه و ترسيخ بطولاته. و في ذات السياق اوضح صالح بن قبي سفير سابق وعضو بالجمعية انه في ظل صراع الحضارات و موجة العولمة و غزو هذا الكم الكبير من الكتب الغربية التي تستهوى دراسة و تقييم تاريخنا العربي ، بات من الضروري ايلاء اهمية لهذا التاريخ الذي هدرت قدسيته بفعل الغرب مشيرا الى الكتاب الذي تمت ترجمته مؤخرا الى العربية و المؤلف من قبل القنصل الامريكي ''ويليام شيبر'' الذي عاش في الجزائر في الفترة ما بين 1810 و 1824 والذي يتحدث فيه عن المقاومة الجزائرية التي استطاعت مواجهة الغزو الأوروبي وعن كونها اول من اعترف بأمريكا كدولة، وعليه تساءل المتحدث عن سر عناية هؤلاء بكتابة تاريخهم سواء تعلق الامر بانتصاراتهم او انكساراتهم في حين نهمل نحن حتى كتابة انتصاراتنا. وختاما للقاء أكد محمد بوطالب رئيس المجلس العلمي لجمعية الامير عبد القادرضرورة تنظيم مثل هذه الندوات التاريخية التي من شانها تصحيح بعض المفاهيم و المعطيات الخاطئة لدى شبابنا الجزائري و تغيير تلك الافكار النمطية التي اصبحت تعشش في عقولهم. كما توجه بدعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاشراف على تدعيم إنتاج فيلم ''الأمير عبد القادر'' الذي فرغت الجمعية من كتابة السيناريو الخاص به بمبادرة من عدد من أعضائها.