اقترن اسم المرحوم مسعود زڤار، بموضوع تسليح الثورة واللوجستيك العسكري إلى جانب العقيدين عبد الحفيظ بوالصوف وهواري بومدين، وذاع صيت الرجل في سماء تجارة السلاح وتمكن من نسج شبكة علاقات أخطبوطية لفائدة الثورة، فبلغ البيت أبيض في واشنطن وتمكن من اختراق قصر الإليزيه رفقة بوالصوف، وساهم بالقسط الأوفر في كل صفقات الأسلحة وفي وضع أولى معالم نظام الإشارة وتصنيع السلاح في المغرب لفائدة الثورة . وقد أجمعت كل شهادات رفاق المرحوم الذي حضروا للندوة التي نظمت بمناسبة الذكرى ال 21 لوفاته على عبقريته وحنكته الكبيرة في التفاوض والتخطيط التي إستعملها في جهوده لتسليح الثورة وإرساء أولى معالم الصناعة الحربية. وفي هذا الصدد قال المجاهد الحاج بن علا رئيس أول برلمان جزائري في عهد الاستقلال، أن زڤار كان على اتصال مبكر بقادة الثورة في العاصمة عن طريق السيدة ''نفيسة حمود''، وأنه كان ذكيا جدا وسياسيا محنكا، بالرغم من أن مهنته الأولى كانت التجارة في المدينةالجديدةبوهران. أما قريبه ومساعده المجاهد الجيلاني محمد الصغير فقد كشف أن زڤار هو أول من أنشا ورشة لصناعة الهاون بالمغرب، وأكد أن بوالصوف أخبره أن 90 بالمئة من صفقات السلاح كان ورائها زڤار. من جهته ركز دحو ولد قابلية رئيس جمعية قدماء المالغ، في شهادة مكتوبة، على الجهود الكبيرة التي بذلها زڤار في شراء العتاد الخاص بنظام الإشارة التي تم وضعه خلال الثورة، وذكر ولد قابلية في شهادته أن ''رشيد كازا'' وهو الإسم الثوري له كان يمتاز بالذكاء والقدرة الرهيبة على نسج العلاقات، تمكن في ظرف وجيز من التموقع جيدا في مينائي الدارالبيضاء وطنجة، وساعده تمكنه من اللغة الإنجليزية من معرفة العديد من البحارة الأمريكيين العسكريين، وتمكن بواسطتهم من شراء جل عتاد الإشارة الذي وضعته واشنطن تحت تصرف الحلفاء خلال العرب العالمية الثانية من خلال قواتها المرابطة بالمتوسط. وتابع ولد قابلية أن مسيرة زڤار بدأت من العلمة مسقط رأسه ثم وهران ثم إلى المغرب أين تعرف على عبد الحفيظ بوالصوف قائد الولاية الخامسة، قبل أن يتحول في ظرف وجيز إلى رجل مهم ذو ثقل لدى هذا الأخير الذي صار حسب ولد قابلية يعتمد عليه في المهمات السرية الخاصة بالتسليح. حتى صار ساعده الأيمن. وذكر ولد قابلية أن زڤار هو من اشترى جهاز الإرسال المتطور الذي انطلقت به إذاعة صوت الثورة في 16 ديسمبر1956 من تونس، وكان وراء إنشاء ورشة صناعة الأسلحة الخفيفة ثم قام بتوسيع نشاطه بعد 1957 إلى البلدان المجاورة كإسبانيا، ثم تعادها حسب ولد قابلية إلى إنجلترا وأمريكا التي فتحت له أبواب السياسة والمال فصادق الديمقراطيين مثل الإخوة كينيدي وعمدة نيويورك وجل أرباب المال. وبعد الاستقلال، تفرغ للأعمال الحرة وساعدته مهنته كمحامي حذق من الولوج في الديبلوماسية الموازية التي كان ينتهجها المرحوم بومدين حتى بات ساعده الأيمن فيها خاصة في العلاقات مع الأمريكيين.