تكثر في أوساط الشباب والأطفال أعراض الإصابة بأمراض هضمية متعددة وكثيرة نتيجة إفراطهم في تناول أنواع معينة من الأغذية التي يحرصون ألا تفوتهم يوميا كالوجبات السريعة والمشروبات الغازية بأنواعها. وأمام الانتشار الكبير لمحلات بيع الأطعمة السريعة لم يعد بمقدور الشباب والأطفال وحتى الموظفين الامتناع عن دخول هذه الأماكن لما توفره من خدمات سريعة ومأكولات تصعب مقاومتها إذا دقت عقارب منتصف النهار. أصبحت محلات بيع المأكولات السريعة المكان المفضل لأغلب الشباب والتجارة الرابحة التي لا ينقطع زبائنها علي مدار السنة إلا في شهر رمضان الكريم، نظرا لما تدره من أرباح لأصحابها لإقبال الناس الشديد علي ما تقدمه وتغير رغبات الناس خاصة الشباب الذي أصبح مولعا بالمأكولات السريعة وما تقدمه هذه المحلات. وقد وجد الشباب في المأكولات السريعة بديلا لأكل البيت الذي لا يجدونه ممتعا في كثير من الأحيان. تقول السيدة مريم التي التقينا بها داخل أحد محلات بيع الأكل السريع إن أولادها لا يأكلون ما يطبخ في البيت إلا إذا كان ما طبخته مشابها لما يباع خارجا كالبيتزا أو سندويشات البطاطا المقلية وغيرها من المأكولات السريعة وتقول ''ومع أني أرفض في كثير من الأحيان طبخ ما يرغبون في أكله الا أنني كنت أجد نفسي مجبرة على تنفيذ رغباتهم إلى أن تفاجأت بشكوى أبنائي المتكررة بظهور أعراض وآلام على مستوى البطن خاصة عندما يتناولون الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، والمشكلة أن اغلب النساء اللاتي أعرفهن يشتكين أيضا من معاناة أبنائهن مع أوجاع البطن وعدم تفريطهم رغم كل ذلك في الوجبات السريعة''. الآكل السريع يزيد من خطر الإصابة يعتبر التهاب الزائدة الدودية من أهم الأمراض الهضمية التي تصيب الشباب والأطفال اليوم، وعن الموضوع تحدثنا إلى الدكتورة أمينه برناوي طبيبة عامة فذكرت أن تغير نمط الغذاء اليوم ساهم في بروز العديد من الأمراض الهضمية خاصة التهاب الزائدة الدودية فالتغذية غير السليمة تؤدي إلى ظهور مضاعفات خطيرة. وإذا كانت أغلب أعراض الزائدة الدودية غامضة وغير واضحة المعالم إلا أن التغذية غير الصحية تعتبر من أهم أسباب التهاب الزائدة الدودية، وفيها يصاب المريض بخمول ويفقد الشهية. وكثير من المصابين بالتهاب الزائدة الدودية يظنون الأمر في بدايته مجرد عسر هضم، تبدأ الأعراض بألم في البطن حول منطقة السرة ويستمر لساعات، ثم يحس المريض بانتقال الألم إلى الجانب الأيمن السفلي من البطن مع تقدم الوقت تصبح الأعراض أكثر وضوحاً، ومن أهمها ألم حاد في الجزء الأيمن السفلي من البطن وزيادة ألم البطن عند الحركة أو اللمس أو السعال وربما القيء مع تسارع النبض وخفقان القلب وارتفاع درجة الحرارة، وغالباً ما يكون ارتفاعاً طفيفاً درجة أو درجتين أعلى من الطبيعي. وبسبب كثرة انتشار التهاب الزائدة الدودية فإن قدوم المريض بالأعراض المذكورة يعطي الطبيب احتمالاً كبيراً بصحة التشخيص، خصوصاً لدى المرضى في سن الشباب، ولكن يحدث أحياناً أن تكون الأعراض غير واضحة فيختلط الأمر بأسباب أخرى لألم البطن، منها التهاب المسالك البولية، وحصوات الكلى، أو التهاب الأمعاء، أو أسباب متعلقة بالجاهز التناسلي لدى المرأة، ولكن مع الفحص السريري يتضح الأمر أكثر، وهناك علامات معينة يجريها الطبيب تفرق لديه بين التهاب الزائدة وغيره من الأمراض. أما إذا كان هناك شك في تشخيص الحالة بعد الفحص السريري، فإن الانتظار وإبقاء المريض تحت الملاحظة لبضع ساعات مع إجراء اختبار بسيط للدم يظهر التشخيص جلياً، أما إذا أصيب أحد الأشخاص بأعراض مشابهة لأعراض الزائدة الدودية، فإنه يلزم مراجعة المستشفى على الفور لعرض الأمر على الطبيب، ولكن إذا زاد الألم فجأة، أو حدث إسهال، أو كان هناك دم مع البراز، فإن هذا يعد من الحالات الطارئة التي تستلزم مراجعة الإسعاف فوراً، وينصح بعدم إعطاء المريض أدوية مسكنة للألم، لأن هذا قد يجعل مهمة الطبيب في تشخيص التهاب الزائدة الدودية أصعب. كما ينصح بالامتناع عن الأكل تمهيداً للجراحة المستعجلة التي قد تجرى في حالة وجود الالتهاب فعليا. إذا التهبت الزائدة الدودية فلا بد من استئصالها وهي عملية سهلة ويسيرة ولا يصاحبها في الغالب أي مضاعفات، تتم العملية تحت التخدير الكامل للجسم يتم الوصول إلى الزائدة وقطعها، وتنظيف مكانها وتعقيمه ومن ثم غلق الجرح، وربما تجرى بالمنظار وهنا يكون حجم الشق أصغر قليلاً من العمليات التقليديةيبقى المريض عادة يومين أو ثلاثة أيام بعد العملية، ومع استعمال مسكنات الألم يعود المريض إلى نشاطه تدريجيا وتنصح الدكتورة برناوي الشباب وخاصة الأطفال بضرورة الابتعاد عن المأكولات السريعة أو على الأقل التقليل منها لضررها البالغ على صحتهم.