يعيش شاطئ فرانكو الواقع ببلدية الرايس حميدو بولاية الجزائر العاصمة، حالة كارثية بسبب التلوث البيئي الذي طال مياهه العذبة، نتيجة النفايات السامة المنبعثة من مصنع الإسمنت المجاورمن جهة والمياه القذرة لقنوات الصرف الصحي والتي تصب مباشرة فيه. بعدما كان شاطئ فرانكو في وقت ليس ببعيد يشكل مصدر رزق لمعظم قاطني البلدية الساحلية للرايس حميدو، هاهو اليوم يتحول من نعمة إلى نقمة بسبب استهتار ولامبالاة مسؤولين وعمال مصنع الإسمنت الذين لم يترددوا في إلقاء مخلفات المصنع السامة والخطيرة في عرض البحر من ناحية، ولامبالاة السكان المجاورين للشاطئ الذين أقاموا قنوات الصرف الصحي صوب الشاطئ من ناحية أخرى. وبهذا الصدد كشف بعض الصيادين الذين التقتهم يومية الحوار، عن حجم المعاناة التي يعيشونها في ظل افتقادهم لمهنة عمرهم ومصدر رزقهم بسبب تضرر الثروة السمكية بهذا الشاطئ بالمواد السامة المنبعثة من مصنع الإسمنت وقنوات الصرف الصحي حسب تصريحاتهم ، كما أعربوا عن تذمرهم واستيائهم الشديدين نتيجة تشويه هذا الشاطئ التاريخي الذي يعد من أهم المواقع السياحية والتاريخية الواقعة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة. من ناحية أخرى صرح بعض السكان القاطنين بالبنايات المجاورة للشاطئ أنهم على وعي جيد بحجم الكارثة التي تهدد الثروة السمكية بهذا الشاطئ، كما أكدوا أن الوضع خارج عن نطاق إرادتهم، حيث أنهم مجبرون على إلقاء مخلفاتهم عن طريق قنوات الصرف الصحي بهذا الشاطئ، لأنهم لم يجدوا بديلا آخر، إلى جانب هذا حمل هؤلاء السكان المسؤولية للسلطات البلدية التي لم تشرع في عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة غير خطيرة بعدما أصبحت هذه البنايات تشكل خطرا على حياتهم بسبب قدمها وللرطوبة العالية التي تهدد حياتهم. وعليه يناشد المتضررون من هذا التلوث البحري الذي يهدد الثروة السمكية ويشوه مياه الشاطئ العذبة، السلطات البلدية للرايس حميدو بغية التدخل العاجل والتكفل بهذا الوضع قبل حدوث كارثة إيكولوجية. من جانبنا حاولنا الاتصال بسلطات بلدية الرايس حميدو، لرفع انشغال هؤلاء المتضررين بغية التعرف على الحلول الناجعة المقدمة من قبلهم لتفادي حدوث كارثة، غير أن الهاتف يرن ولا أحد يجيب.