تناولت دراسة نوقشت مؤخرا على مستوى جامعة الجزائر أجريت على مائة وأربعة وثمانين صحفيا، بعنوان ''التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال من منظور نظرية الاستخدامات والإشباعات.. دراسة استكشافية حول استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية في وسائل الإعلام الجزائرية '' للزميل الصحفي الباحث نور الدين هادف، استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية في وسائل الإعلام الجزائرية وبحث الحاجات التي تؤدي بالصحفي الجزائري إلى استخدام هذه المصادر وتفاعله معها ومحاولة الوصول إلى الإشباعات التي تتحقق لديه من جراء استخدامه لهذه المصادر المتمثلة في الحاسوب، الأقراص المضغوطة، الأنترنت، البريد الإلكتروني، الصحافة الإلكترونية، مواقع الويب. وقد توصل الباحث إلى جملة من النتائج بناء للدخول المتأخر لوسائل الإعلام الجزائرية إلى عالم ''النت ''الذي جاء متأخرا نوعا ما مقارنة بدخول وسائل الإعلام الغربية إلى هذا الميدان، واستغلالها لهذه الخدمة، حيث لم يرق استخدام وسائل الإعلام الجزائرية لمصادر المعلومات الإلكترونية إلى المستوى الذي وصلت إليه هذه التقنيات. وبالنظر إلى حملة من المعطيات يتبين لنا كيف أن وسائل الإعلام الجزائرية لم تصل إلى مستويات متقدمة في تحديث صفحاتها الإلكترونية على شبكة الأنترنت، كما لا تزال بعض الصحف الوطنية بعيدة عن المجتمع الرقمي، حيث لم تستحدث بعد موقعا إلكترونيا لها على شبكة الأنترنت. وفي المقابل تولت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام في الجزائر تعرف تحولات عميقة في بنيتها البشرية، حيث أن معظم صحفييها ينتمون إلى الفئة العمرية ( 22- 29 سنة)، التي ترتفع فيها نسبة استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية أكثر منه عند الصحفيين كبار السن، دون إغفال أن الصحفيين في الجزائر لا زالوا يعتمدون على مصادر المعلومات التقليدية كالعمل الميداني وبرقيات وكالة الأنباء، نظرا لارتباط وسائل الإعلام الوطنية بالأحداث الوطنية أكثر من الأحداث الدولية، وهو ما جعل استخدام الصحفيين الجزائريين لمصادر المعلومات الإلكترونية دون مستوى الإمكانيات التي تتيحها، سواء من حيث مدة الاستعمال التي تتراوح ما بين الساعة والساعتين على أكثر تقدير، أو فيما يتعلق باستخدام تقنية البريد الإلكتروني، ويعود ذلك إلى عوائق ترتبط بالتكوين ومشاكل تخص الفضاء الإعلامي الوطني، مثل مشاكل الإغلاق المبكر التي تعترض الصحافة المكتوبة. تمثل الأخبار الفورية أهم الحاجات التي تجعل الصحفي الجزائري يستخدم مصادر المعلومات الإلكترونية وهو ما يرتبط مع نوع المعلومات المتحصل عليها، كما تتغلب هذه الحاجة على الحاجات الأخرى المتعلقة بالإلمام بالأحداث العالمية وتنويع المواد الصحفية، ويمثل الدافع المهني عنصرا أساسيا في إقبال الصحفي الجزائري على استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية، ما يؤكد ارتباط الصحفيين بمهنتهم الصحفية، كما يرتبط هذا الدافع بالمكان الأكثر تفضيلا للدخول على الأنترنت حيث جاء مكان العمل في المرتبة الأولى. كما يختلف استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية من وسيلة إعلامية لأخرى ويبقى المتغير الأساسي في هذه النقطة تبعية الوسيلة في حد ذاتها سواء للقطاع العمومي أو القطاع الخاص.وبلغة الأرقام فإن الدراسة أجريت على 184 صحفي يعملون في الصحافة المكتوبة بشقيها العمومية والخاصة والإذاعة والتلفزيون الجزائري، حيث توصلت إلى ارتفاع العنصر النسوي في الصحافة الجزائرية عموما، حيث توصلنا إلى أن 53,8 بالمائة من العاملين في قطاع الإعلام إناث، أغلبهم شباب دون سن ال,30 يرتفع الاستخدام اليومي للأنترنت عند الصحفيين المنتمين إلى الصحف المستقلة، حيث يصل إلى أكثر من 4 ساعات يوميا، في حين يتراوح ما بين نصف ساعة وساعة عند الصحفيين العاملين في المؤسسات الإعلامية العمومية. كما احتلت الصحف المستقلة المرتبة الأولى في استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية بنسبة 83,33 بالمائة، في حين أن الاعتماد على المصادر التقليدية في الوسائل الحكومية يفوق 70 بالمائة.