سيكون لعاصمة ولاية غليزان معلمها الديني والحضاري البارز من خلال مشروع إنجاز المسجد الكبير الذي يتوقع الانطلاق في تجسيده السنة القادمة والذي خصصت له ميزانية 600 مليون دج، حسبما أفادت به مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. واستنادا إلى نفس المصدر فإن هذا المرفق الديني الجديد الذي خصص له في الآونة الأخيرة قطعة أرضية بحي ''الزراعية'' بمدينة غليزان تفوق مساحتها الهكتارين باستطاعته استقبال ما بين 10 آلاف و15 ألف شخصا بالإضافة إلى برمجة قاعة للصلاة مخصصة للنساء بطاقة استيعاب تتراوح ما بين 2000 و3000 مصلية. وجدير بالذكر أن السلطات المحلية تسعى إلى جعل هذا الصرح الذي طالما افتقرت إليه المنطقة بمثابة مركز إشعاع ديني وعلمي وثقافي متميز بإمكانه احتضان إلى جانب أداء الصلاة شتى النشاطات والتظاهرات الهادفة، حيث سيشمل على مكتبة وقاعة للمحاضرات وكذا مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ستتوفر على النظام الداخلي لفائدة الطلبة المسافرين القادمين من مختلف أرجاء الوطن. ومن جهة أخرى أشارت المديرية الولائية إلى أن المسجد الكبير لمدينة غليزان سيضم مختلف المرافق الضرورية الأخرى على غرار فندق صغير لإيواء ضيوف الولاية من أساتذة وباحثين وإطارات دينية فضلا عن عدد من السكنات الوظيفية ومرشات وحمام وحظيرة للسيارات، مع العلم أن المشروع سيرى النور بمحاذاة دار الثقافة الجديدة الجاري إنجازها حاليا. يذكر أن الإجراءات الإدارية الرامية إلى تأسيس الجمعية الدينية لهذا المسجد والمتكونة من مجموعة من أعيان وإطارات المدينة قد بلغت حسب نفس المصدر لمساتها الأخيرة، حيث أودع ملفها على مستوى مديرية التقنين والشؤون العامة من أجل الحصول على الاعتماد مما سيسمح لها بأداء مهامها ذات الصلة بمتابعة مختلف مراحل أشغال البناء وكذا صيانة وتسيير مرافق المسجد بعد استلامه. وأضافت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية غليزان أن أشغال تجسيد هذا المشروع الخيري والحضاري في آن واحد ستكلف حسب التقديرات الأولية مبلغ 600 مليون دج، لذا سيتم فتح حساب بنكي أو بريدي حتى يتسنى جمع تبرعات المواطنين من ذوي البر والإحسان الراغبين في تمويل عمليتي البناء والتجهيز على أن تساهم بدورها كل من الوزارة الوصية ومصالح الولاية في توفير جزء من الموارد المالية اللازمة كما يبقى تجاوز هذا الغلاف واردا. للإشارة، فإن أشغال إنجاز المسجد الكبير لغليزان ستستغرق - حسب نفس المديرية - مدة تتراوح ما بين سنتين وخمس سنوات حيث سيتم فتح واستغلال مرافقه المختلفة بصفة تدريجية ووفق الأولويات حيث ستركز الأشغال في المرحلة الأولى على قاعة الصلاة الرئيسية وتلك الموجهة للنساء، فيما يتوقع منح المشروع لعدة مؤسسات للبناء بغية الإسراع في وتيرة الإنجاز. كما ينتظر حسب المتحدث أن يكتسي الطراز المعماري للمسجد الطابع الإسلامي المغاربي المميز لجل المرافق الدينية والحضارية للبلاد حيث سيتم اختيار الشكل المناسب والنهائي بناء على اقتراحات ومخططات مكتب دراسات متخصص ستدعمها بدون شك أفكار أهل الاختصاص وأعضاء الجمعية الدينية لأحداث أي تعديلات في هذا المجال إن استوجب الأمر.