أكد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك''، أن أسواق النفط ستفاجئ بتخفيض حاد في إنتاج المنظمة من الخام خلال الاجتماع المقرر عقده الأسبوع المقبل بوهران، حيث قال إن التخفيض يمكن أن يكون أكبر من المتوقع. وأوضح خليل في تصريح لمجلة ''أسوشييتد برس'' أن هناك توافقاً داخل المنظمة التي تضم 14 عضواً على تخفيض رئيسي في حجم المعروض النفطي، فيما تحفظ عن نسبة التخفيض المرتقبة، في الوقت الذي توقع فيه بعض المحللين أن تبلغ معدل 2 مليون برميل يوميا. وأضاف الوزير أن قرارا حول تخفيض الإنتاج يمكن أن يساعد على تعديل أسعار النفط، على اعتبار أن أفضل وسيلة لذلك هي مفاجأة الأسواق حسبه، حيث أشار إلى أنه كلما كان قرار منظمة أوبك قوياً تصاعدت الأسعار بسرعة أعلى، وعلى هذا الأساس حث الدول المنتجة للنفط خارج ''أوبك'' على مساعدة المنظمة على تنظيم الأسعار ولا سيما روسيا، التي أشارت إلى إمكانية توقيع مذكرة تفاهم مع ''أوبك'' في اجتماع وهران. واعترف الوزير بأن سيطرة المنظمة ضعيفة على الأسعار بسبب تراجع الاقتصاد العالمي، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب بنسبة كبيرة، مضيفا ''أن احتمال قدرتنا على موازنة العرض مع الطلب ضعيف للغاية''، في ظل نظام غير مستقر. وفي إطار آخر، توقع خليل أن يرتفع الطلب على النفط بحلول منتصف عام ,2009 قائلا إن ''معدل سعر برميل النفط في حدود 70 دولارا سيكون سعرا عادلا''، حيث أن أسعار النفط المتدنية للغاية ليست في صالح الدول المستهلكة كذلك، لأنها تعوق الاستثمارات الخاصة بالإنتاج المستقبلي، مشيرا إلى أن الجزائر على سبيل المثال أعدت ميزانيتها لعام 2009 على معدل سعر برميل نفط يبلغ 37 دولارا، ولكنها ستضطر إلى تخفيض الإنفاق على عدد من مشاريع البنية التحتية إذا تراجعت أسعار النفط عن ذلك المستوى، ونفس الشيء ينطبق على الدول المستهلكة في حال تراجع آخر في الأسعار.