قرر وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط "الأوبك"، أمس، تخفيض إنتاج بلدانهم من النفط الخام ب 1,5 مليون برميل ابتداء من الفاتح نوفمبر لدعم أسعار النفط، نتيجة لتباطؤ الاقتصاد العالمي وهذا خلال افتتاح أشغال الاجتماع الاستثنائي بفيينا لدول منظمة الدول المصدرة للبترول "الأوبك"، وذلك من أجل إيجاد حل للتدهور المتواصل لأسعار البترول. وكان وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، شكيب خليل، قد أجرى مشاورات مكثفة بفيينا مع نظرائه بالدول العضو بالمنظمة قصد التوصل إلى اتفاق ملموس خاص بتقليص إنتاج البترول، مشيرا إلى أن المنظمة كانت قد قررت عقد اجتماعها الطارئ في 28 نوفمبر المقبل، غير أنها اضطرت إلى تقريب موعده بفعل التطورات المسارعة في أسواق المال العالمية، التي قادت إلى تراجع حاد لأسعار النفط الخام، حيث وصلت إلى 64 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ ماي 2007. وفي حالة عدم الوصول إلى نتيجة إيجابية من خلال القرار المتخذ والذي يتمثل في تقليص إنتاج النفط، أكد شكيب خليل أن المنظمة قد تتخذ خطوات أخرى إذا اقتضى الأمر قبل الاجتماع التالي المقرر عقده في الجزائر خلال ديسمبر المقبل. وفي نفس السياق، قال خليل في مؤتمر صحفي "إذا تعين اتخاذ قرار آخر فسيتخذ ولن ننتظر بالضرورة اجتماع وهران". وعلى الرغم من اتفاق "أوبك" على خفض إنتاجها، سجل سعر الخام الأمريكي الخفيف انخفاضا بمقدار 4.80 دولار الى 63.04 دولار للبرميل بعد أن سجل 62.85 دولارا في وقت سابق منذ ماي وكان سعر الخام قد انخفض إلى 42 دولارا خلال شهر واحد، وهبط سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 4.42 دولار إلى 61.50 دولارا للبرميل. وفيما يخص الإجراء الذي اتخذته "أوبك"، قال متعاملون إنه لا يكون كافيا لوقف انحدار الأسعار الذي شهد تراجع سعر النفط من ذروته عند 147 دولار في جويلية الماضي. وقال روب لولين من شركة "أم.أف جلوبل للسمسرة": "شهدنا بالفعل تراجع الطلب بمقدار مليوني برميل يوميا، لست مقتنعا بأن هذا الخفض سيكون كافيا لوقف التراجع"، وأضاف: "نحتاج لمعرفة ما يخططون له في وقت لاحق هذا العام." وفي نفس السياق، قال مايكل لويس، المحلل في دويتشه بنك: "نعتقد أن هذا الأسبوع سيكون بداية لجولة جديدة من تخفيضات إنتاج أوبك تستمر في عام 2009. وكما صرحت وكالة الطاقة الدولية أن قرار منظمة أوبك غير مفيد ويأتي في سياق تواجه فيه الدول الرئيسية المستهلكة للنفط كسادا حادا. ومن جانبه، أكد إدواردو لوبيز، كبير المحللين بشعبة سوق النفط لدى الوكالة ل "رويترز": "ليس قرارا مفيدا لأن الأسواق في غاية التوتر. وحجم الخفض كبير جدا".