قال وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إن الجزائر حققت مداخيل قياسية من مبيعات النفط والغاز قدرت ب 75 مليار دولار منذ بداية العام، وهو ما يضع الخزينة العمومية في راحة حتى ولو انخفضت أسعار البترول إلى مستويات ضئيلة مادامت ستعاود الارتفاع في مدى أقصاه سنتان. أضاف الوزير أمس الأولى لدى نزوله ضيفا على منتدى القناة الاذاعية الثانية أن تراجع الأسعار العالمية البترول تسبب في ضياع 5 ملايير دولار بالنسبة إلى الجزائر ما بين شهر جويلية إلى يومنا هذا، حيث كانت التوقعات الخاصة بالإيرادات البترولية لشركة سوناطراك في ماي الماضي تراهن على مبلغ 81 مليار دولار إذا استمرات الأسعار مرتفعة، غير أن الحصيلة السنوية يمكن أن ترتفع بمقدار مليار دولار لتستقر عند 76 مليار دولار في نهاية 2008 نظرا لتراجع الأسعار إلى 45 دولار نهاية الأسبوع المنصرم. وبلغت المداخيل النفطية في سنة 2007 حوالي 3ر59 مليار دولار، من بينهم 2 مليار دولار من الجبائة البترولية على أرباح الشركات الأجنبية بهذا القطاع. وأكد ذات المسؤول بشأن اجتماع الأوبك المنتظر عقده يوم الأربعاء المقبل بوهران أنه على المنظمة أن تقرر خفضا كبيرا في الإنتاج، من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب للحد من تدهور الأسعار في الأسواق البترولية العالمية. واعتبر المتحدث أن اجتماع الدول الأعضاء في الأوبك مهم بالنسبة إلى المنظمة لأنه سيحدد مستقبل السوق البترولي ل 2009 على ضوء الأزمة العالمية، مؤكدا بأن المنظمة ليس لديها خيار آخر غير تقليص الإنتاج الذي يعد الحل الوحيد القادر على أن يحافظ على استقرار سعر برميل النفط. بالإضافة إلى مواصلة متابعة وضعية الاقتصاد العالمي وحركة مخزونات النفط، وكذا الاقتطاعات الحقيقية التي ينبغي أن تقترن بقرارات التقليص من أجل ضبط عرضها. وأكد الرئيس الحالي لمنظمة الأوبك أن الاتصالات التي أجراها مؤخرا مع نظرائه لاسيما وزير النفط السعودي أفضت إلى إجماع بخصوص تقليص الإنتاج، وهو القرار الذي تدعمه روسيا والدول الأخرى غير المنضوية في الأوبك. وأضاف شكيب خليل أن عدة بلدان منتجة للنفط على غرار روسيا وسلطنة عمان وسوريا تولي اهتماما بالغا لاجتماع وهران وقراراته، من خلال إيفاد عدة مشاركين في مقدمتهم وزير الطاقة الروسي سيرغاي شماتكو ونائب الوزير الأول المكلف بالطاقة إيغور سيتشين. وأكد المتحدث عن دور الجزائر في الأوبك بأن لها دورا هاما في المنظمة من خلال تجربتها في التنسيق ما بين الأعضاء وما بين المنظمة والدول غير الأعضاء، حتى يتسنى اتخاذ القرار المناسب لتخفيض الإنتاج والالتزام بنظام الحصص للحد من تدني الأسعار بما يخدم مصلحة الجميع. روسيا تؤيد قرار الأوبك بالتخفيض المعتبر للإنتاج صرح نائب رئيس الشركة البترولية الروسية ''لوكويل لييونيد فيدون'' نهاية الأسبوع الفارط أن روسيا ستؤيد قرار التخفيض المعتبر لإنتاج الخام الذي ستتخذه منظمة البلدان المصدرة للبترول''أوبك'' خلال اجتماعها المقبل الذي سيعقد بوهران يوم 17 ديسمبر القادم. وفي تصريح للصحافة قال المسؤول الروسي إن شركة لوكويل ترى أن سعر البترول بأقل من 75 دولارا للبرميل يعد أمرا غير مبرر من الناحية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الحصة الإجمالية لأوبك وروسيا على مستوى الإنتاج العالمي للبترول تقدر ب 53 بالمائة. في حين جاءت تصريحات نائب رئيس الشركة الروسية بعد تلك التي أدلى بها في نفس اليوم وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل والرئيس الحالي لمنظمة ''أوبك'' والتي مفادها أنه يجب على الأوبك أن تقوم بتخفيض كبير في إنتاجها الذي سيعرض خلال اجتماعها بوهران والذي ستدعم من قبل روسيا البلد المنتج لكن غير العضو في المنظمة. ومن جهة أخرى ذكر ''فيدون'' أن مشاريع إنشاء مصادر بديلة للطاقة وتثمين حقول جديدة للبترول مجمدة حاليا نظرا للأسعار المتدهورة للخام على مستوى الأسواق الدولية. وفي سياق آخر قالت منظمة أوبك أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع يوم الخميس إلى أكثر من 40 دولارا للبرميل بعدما كانت في حدود 37 دولارا يوما الأربعاء الماضي كما أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي هوت أمس نحو دولارين في البرميل بعد أن فشل مفاوضون في مجلس الشيوخ الأمريكي في التوصل إلى اتفاق وسط لإنقاذ شركات صنع السيارات الأمريكية المتعثرة.