أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش في مقابلة حصرية أجرتها معه قناة mbc1 بمناسبة انتهاء فترة ولايته أنه يعرف أن التاريخ سيراجع أعماله ليقول إنها كان يمكن أن تنجز بشكل أفضل وعبر عن قلقه بصورة خاصة من الصورة التي رسمت له كرئيس أمريكي يكره المسلمين، معتبرا أن ذلك غير صحيح على الإطلاق. واعتبر في هذا السياق أن ما حدث قبل سنوات في معتقل أبو غريب بالعراق كان خيبة أمل رهيبة لإدارته وساهمت في تقديم صورة سيئة للولايات المتحدة وقواتها العسكرية. وفي محاولة منه للتأكيد على أنه لا يحارب الإسلام والمسلمين قال الرئيس الأمريكي ''هذا الأمر يسبب لي قلقاً كبيراً، أسمع البعض أحيانا يقول جورج بوش لا يحب المسلمين ويريد قتالهم، أولا أود أن أشكر القناة لإتاحة الفرصة أمامي لتصحيح هذه الأقاويل، إني ضد أية جهة تقتل أناسًا آمنين من أجل بلوغ أهدافها، أعتقد أن الناس الذين يقتلون باسم الدين ليسوا في الحقيقة متدينين إطلاقًا، أرجو أن يفهم الناس أننا عندما نحاول استعمال بعض نفوذنا لتقديم المساعدة في مجال التربية، كأن نستقبل مثلا طلابًا سعوديين في الولاياتالمتحدة، فإن هذا الأمر هو دليل احترام ورغبة في التواصل مع الآخرين بغض النظر عن دياناتهم''. وفي الحوار اعترف بوش الذي سيغادر البيت الأبيض خلال شهر بوجود الكثير من خيبة الأمل خلال فترتي ولايته قائلا ''أبو غريب مثلا كان خيبة أمل رهيبة، طبعا لم أكن موجودًا شخصيًّا في الموقع ولكن بصفتي القائد العام للقوات المسلحة فإن الأفعال الشنيعة التي ارتكبت هناك قد عكست صورة خاطئة كليا عن الولاياتالمتحدة ومؤسستها العسكرية، وهناك أمور أخرى في العراق أخذت وقتًا أكثر مما كنت أتوقع، في المقابل أنا مسرور لرؤية انبثاق مجتمع متعدد الطوائف والأعراق، لقد تحدثت إلى زعماء العراق وهنأتهم على الأعمال الصعبة والشاقة التي قاموا بها، وأحب كثيرا أن ألمس عزيمتهم من خلال صوتهم''. وسلّطت المقابلة الضوء على الجانب الشخصي في حياة الرئيس الأمريكي، وما يعتزم القيام به عند انتهاء ولايته الرئاسية وخروجه من البيت الأبيض، وكان من أطرف ما ذكره أن أول قراراته بعد انتخابه لفترة ولايته الأولى هو اختيار لون سجادة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وقال عن ذلك: ''من الأمور المهمة أن تحيط نفسك بأشخاص يمكنك الوثوق بهم وتفويض بعض المسؤوليات إليهم، لذا كلفت زوجتي لورا حينذاك باختيار السجادة، لكني قلت لها إني أريد أن تحمل السجادة رسالة محددة، وهي أن الأشخاص المتفائلين فقط دون سواهم يعملون هنا''، وهكذا كما ترون تضفي السجادة إشراقة واضحة على المكتب، كما إني متفائل بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط''.