إن مصطلح الديمو...قراطية أضحى حديث العام والخاص ولغة العصر يتقنها المتعلم والأمي وأداة يستعملها الفرد لتبرير سلوكه مهما كان ويتخذها منهجا يطبقه بطرق ملتوية وبأسلوب خارج عن إطاره المنطقي... وشكّلت أحزاب حماية للديمو...قراطية، وأطيح بحكومات باسم الديمو...قراطية، واعتدي على النظام والآداب العامة في المجتمع أيضا باسم الديمو...قراطية، وانتشرت الرذيلة باسم الديمو...قراطية، وفقدت الكرة الأرضية توازنها باسم الديمو...قراطية. لقد استخدم هذا المفهوم كمعول هدمت بواسطته قيم إنسانية سامية، وانحرفت قاطرة الأخلاق الإنسانية عن سكتها بسبب استعمال هذه الكلمة في غير محلها، وانحطت قداسة الروابط الأسرية واختلت العلاقة بين المرء وزوجه باسم الديمو...قراطية. هي كلمة انتشر تداولها في كل مكان وزمان وأصبح كل واحد منا يعطيها طابعها الخاص - حسب تصوره - ويشكلها ويبلورها على هواه، إذا تتبعنا حركة المجتمع الدولي وخلفية دوائر النزاع في العالم التي تفتعلها أمريكا وحلفاؤها الذين يسيطرون على رؤوس الأموال في المصارف والبنوك الدولية، وفي حوزتهم ترسانة نووية ومخازن الأسلحة الفتاكة، كل هذه الدوافع وأخرى جعلت قوى الإمبريالية تمتلك حق السيطرة على الدول الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة، والاستحواذ على ثرواتها ما ظهر منها وما بطن، وأسست النظام العالمي الجديد وكبلت به القسم الجنوبي من كوكبنا الأزرق وأخضعته تحت نفوذها وراحت تبحث عن وسيلة لاختلاق الأعذار تبريرا لتوغلها فيما تسميه بالمجال الحيوي، وتعمل على تقوية شوكتها وتتفنن في غرسها في بطن ضحيتها باستغلال وضعها، وتزرع بذور الشر في المناطق المراد احتلالها وبالتالي تتخذها ذريعة للتوغل في أراضيها، وكل هذا ا باسم ماذا؟ إنه باسم الديمو...قراطية التي تتخذها كسلاح استراتيجي لنخر النظام الداخلي للدول المستضعفة أوالممانعة بهدف حماية حقوق الإنسان وتكوين العالم الحر، هكذا يقولون ولن يكون هذا - بحسبها - إلا بتجريد هذه الدول وسلبها كل مقوماتها التي تميزها كشعب قائم بذاته. وإذا سألها التاريخ يوما عن تلك الجرائم التي ارتكبتها في مختلف أصقاع العالم، فلا تجد بديلا لعبارة باسم الديمو... قراطية، وخير دليل على ذلك احتلالها للعراق بغية تطهيره من نظامه الديكتاتوري كما تزعم وإحلال النظام الديمو...قراطي مكانه ووقوفها إلى جانب - الكيان الصهيوني - طفلها المدلل، وقضية دارفور هي الأخرى لا تخرج عن هذا الباب، نفس المبدأ بررت به أمريكا دخولها إلى عديد الدول، منها من تم تطويقها ومنها من تنتظر. وبعد كل هذا يحق لنا أن نتساءل هل الديمو...قراطية أضحت دينا يبشر به؟؟؟!!!.