نشط، أول أمس، مدير مخبر الصوتيات العربية وآدابها التابع لكلية الآداب العربية بجامعة سعد دحلب بالبليدة، ندوة صحفية لتحديد أهم المحاور التي ستدور حولها أشغال الملتقى الدولي الثاني حول “التأليف المعجمي بين الراهن والمأمول” الذي تحتضنه الجامعة. تطرق من خلال هذه الندوة، مدير مخبر الصوتيات العربية ورئيس الملتقى الدكتور عمار سافي، إلى إشكالية توافق المعجم العربي مع التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل والفراغ الموجود حاليا بأغلب المعاجم في تفسير المصطلحات الحديثة، كما كشف عن مشروع موسوعة صوتية عربية تأتي لسد الفراغ الرهيب الذي يعرفه عالم المعجم المتخصص. كما تحدث الدكتور سافي، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت على هامش انطلاق الملتقى الدولي الثاني حول التأليف المعجمي، عن الأهداف التي جاء من أجلها الملتقى والتي تمحورت أساسا حول أربع محاور أساسية، منها تحديد ماهية و تاريخ المعاجم المتخصصة، والتأليف في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والفيزيائية وغيرها، لأن المصطلح أصبح - حسب ذات المتحدث - مهما و مشتركا بين كل العلوم التي يطرح في كل مجال منها إشكالية المصطلح مهما كان التخصص علميا أم تقنيا، بالإضافة إلى محور يتناول آلية صناعة المصطلح، حتى تكون صناعته سليمة، في الوقت الذي جاء فيه المعجم ليسد فراغ تطور سريع يولد معاني ومصطلحات جديدة مبهمة و غير واضحة، معطيا أمثلة تتعلق بكل ما جاء به الحديث عن أنفلونزا الخنازير والإحتباس الحراري، بالإضافة إلى مصطلحات تخص الآليات الدقيقة والرفيعة خاصة في المجال التكنولوجي. وحسب الدكتور سافي فالقواميس المتخصصة لم تستوعب بعد كل تلك المصطلحات الجديدة التي لم يتم تعريفها و تحديدها كما يجب، مما يقود إلى الحديث عن غياب حاد للمعاجم المتخصصة سواء في الفيزياء أو غيرها، موضحا أن المقصود بالمعجم المتخصص هو أن نجد ما يقابل المصطلح، مع تحديد رؤية علمية له تكون دقيقة وعصرية، ولهذا يأتي الملتقى من أجل أن يملأ هذا الفراغ. وفي سياق متصل، كشف ذات المتدخل أن هذا اللقاء يندرج في إطار مشروع موسوعة صوتية عربية، والتي ستمكن من تطوير معارف و خبرات القائمين عليها، كما يأتي في سياق الحركية العلمية لمخبر اللغة العربية وآدابها في صيرورة مشاريعه العلمية، وأيضا لمعالجة إشكالية صناعة المعاجم المتخصصة التي قل الإهتمام بها، سواء على مستوى عالم التأليف أو على مستوى الطلبة في دراساتهم العليا وفي شهاداتهم. فالبحث المعجمي التطبيقي قليل إذا ما قيس مع بحوث أخرى كما يصب مع مشروع المخبر، وهو إنجاز موسوعة الصوتيات العربية الحديثة والذي يتطلب اجتماع نخبة الباحثين في العالم العربي .