يمم عشرات الملايين من المسحوقين والمنكوحين في الأرض بلا نكاح، من قبل المارد الأمريكي، بأعينهم صوب نعلين مقدسين، ''مشللين'' بماء زمزم، و''مغطسين'' في تربة كربلاء، ومعطرتين بأنتن رائحة على وجه الأرض منذ خلقت، وهما تخترقان الأجواء، وتخرقان جدار الصمت والذل والهوان، باتجاه وجه -وجه الرئيس الأمريكي بوش طبعا- كثيرا ما تبجح بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة الإرهاب -غالبا مايقصد المقاومة- وحماية الكيان الصهيوني، وزرع الفوضى الخلاقة في بلاد العُرْب، ونشر الديمقراطية بحد السيف، ربما ردا بالمثل لاسيما وأنهم يعتقدون أن ديانات معينة انتشرت بحد السيف أو هكذا يزعمون! المهم لا مناص من الحديث عن حفلة تخرج الرئيس بوش من البيت الأبيض، التي احتضنتها المنطقة الخضراء في عاصمة دار السلام، عاصمة هارون الرشيد، وهو يتلقى التهاني من أحد أحفاد الرشيد بطريقة عربية خالصة، على تفانيه في احتلال بلاد العرب والتنكيل بأبنائهم في ''باغرام'' و''أبو غريب''، وفي قصف ''العرايا'' الآمنين في أفغانستان والعراق وسوريا والصومال بتهمة الإرهاب! .. حقا لقد كانت حفلة تخرج وخروج رائعة لرئيس العالم الذي أقر أن لا أسلحة دمار شامل ولا ديكتاتورية ولا ديمقراطية ولا هم يحزنون، وحصل فيها لبوش كما حصل لصاحب ''ضرطة الصلاة'' في قصصنا الشعبية، مع الفارق طبعا. وعليه فمن المنتظر من الرئيس الأمريكي الحالي أو القادم، وفي إطار مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه السعي لتجفيف أرجل العرب من الأحذية أو النعال، فلا يستغربن أحد إذا طلب بروتوكول الرئيس الأمريكي إثر زياراته المستقبلية للدول العربية أن يجعل من قاعات الاستقبال والندوات الصحفية مكانا شبيها لأمكنة الصلاة والمساجد عندنا التي لا ندخلها بالأحذية، وذلك بمنع الصحفيين من ارتداء نعالهم لحظة زيارة رئيس العالم، وربما منعهم حتى من ارتداء ملابس أخرى قد تحمل نفس صفات النعل فضلا عن رائحة منتنة زائدة، قد يستعملها العرب في التعبير عن غضبهم ومقتهم لرئيس العالم على شاكلة ما فعلة الصحفي العراقي منتظر الزيدي التي أدخلته التاريخ من بابه الواسع... اليوم عرفت قيمة النعل كما عرفه العرب، وفقهه الجزائريون، وهم يقومون بصب جام غضبهم وسخطهم على من يكرهون بقولهم ''نعلة'' الله عليك، فن (...) يا (...)، وللموضوع بقية!