ذكرت مصادر إعلامية مغربية أن سكان دوار آيت يحيى التابعة لإقليم الراشيدية المغربية، قد شنوا في الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي مسيرة احتجاجية شارك فيها ما يناهز 4000 مواطن من سكان الدوار، هددوا فيها باللجوء إلى الأراضي الجزائرية هربا مما يعانوه من أوضاع اجتماعية مزرية في مقدمتها غياب مراكز تربوية وصحية حقيقية بمنطقتهم، نظرا لافتقار المراكز الموجودة إلى الموارد البشرية المكلفة بتقديم خدمات تعليمية وصحية. وأفادت المصادر ذاتها أن سكان المنطقة هددوا السلطات المغربية بتصعيد احتجاجهم، من خلال نقل هذه الاجتجاجات نحو الحدود المغربية الجزائرية، ومن ثم اللجوء إلى الجزائر، وذلك بعد أن تقاعست السلطات المغربية في تحقيق مطالبهم البسيطة التي لا تتعدى توفير معلمين بالمدرسة لتمكن أبناءهم من التعلم، وكذا أطباء بالمركز الصحي لمعالجتهم. وتوجه السكان في مسيرتهم الجماعية التي ضمت رجالا ونساء بالإضافة إلى الأطفال والشيوخ، نحو قيادة تازارين بزاكورة المغربية، مطالبين برفع التهميش والإقصاء الذي يطولهم، وتزويدهم بمدرسين لتعليم أبنائهم وأطباء وممرضين لعلاج مرضاهم، حيث صرح أحد المشاركين في المسيرة ليومية الصباح المغربية ''إن سكان الدوار عازمون على مواصلة مسيرتهم السلمية إلى حين بلوغ أهدافهم المرجوة وتحقيق مطالبهم المشروعة''، مضيفا ''حرم أبناؤنا من الالتحاق بمدارسهم، نتيجة النقص الذي تعرفه المدرسة الابتدائية في مجال التأطر، إذ يوجد معلم واحد للمستويات التعليمية الستة، ما اضطر معه أطفالنا إلى الانقطاع القسري عن الدراسة منذ بداية الموسم الدراسي الحالي''. وفي السياق ذاته، أوضح المواطن المغربي بخصوص اللجوء إلى الجزائر إذا لم تستجب سلطات محمد السادس فوريا لمطالبهم بالقول ''قررنا أخذ هذه الخطوة، بعد أن جربنا كل السبل والطرق الكفيلة بحل مشاكل المنطقة، دون جدوى، عسى أن تهتم الحكومة، هذه المرة بمطالبنا، وتتم الاستجابة لها''، مبينا أنه سبق لهم، وأن رفعوا شكايات إلى وزارة التربية المغربية وإلى القيادة بالمنطقة وعامل الإقليم، وطالبوا فيها بتخصيص مدارس ومعلمين وأطر إدارية لأبناء الدوار، إلا أنها لم تقابل بأي رد فعل إيجابي، على حد ماقال المتحدث ذاته الذي أردف ''في آخر محاولة، فوجئنا بأحد المسؤولين يقول لنا بالحرف الواحد: ''هل ننبت لكم المعلمين من الأرض؟. ويشار إلى أن تهديد سكان هذه المنطقة بالمغرب ليست الأولى، فكثيرا ماهددت عدة قرى بالهجرة إلى الجزائر هروبا من الفاقة والأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعيشها بسبب عدم مبالاة السلطات المغربية بالاهتمامات الحقيقية لمواطنيها، وتركيز جهودها على الجانب العسكري من خلال اقتناء معدات عسكرية لترهيب الشعب الصحراوي الذي تحتل أراضيه منذ ,1975 ولعل عقدها صفقة لشراء أربع طائرات حربية مع إسبانيا مؤخرا وبتكلفة 130 مليون يورو أكبر دليل على ذلك.